طبقات المجتمع البشري:
إن مشارب الناس تنوعت وكثرت اتجاهاتهم , واختلفت اعتقاداتهم ,
وتباينت هوياتهم , وتفرقت كلمات بعض الشعوب , واشتعلت نيران
الحرب بين قبائلها وقومياتها , وفرق معتقداتها ...وهي في مجملها
كالآتي :
- اتجاهات التكفيريين
- اتجاهات الشيعة
- اتجاهات الوضعيين
- اتجاهات المثليين
- اتجاه جمع بين أحكام الوضع والشرع ....
التكفيريون مسلمون مؤمنون , ولكنهم يكفرون من ليس على طريقتهم
في التفكيروالمنهج والمبدإ السياسي ....وهم كثر, منهم من يسمي نفسه
سلفيا , وهواتجاه ديني سياسي , يسعى الى إقامة خلافة كخلافة الراشدين
رضي الله تعالى عنهم , ولا يتدرجون في طريقة دعوتهم , وإنما يفتحون
النارعلى كل من يقف في وجوههم . وتكفيرالمسلم لايجوزلقول رسول الله
صلى الله تعالى عليه وسلم :" من قال لمسلم يا كافر فقد باء بهاأحدهما ".
أي إن كان كافرا فهو كما قال صاحبه , وإلا كفرهوبتكفيره صاحبه كذبا .
لهذا وجب الانتباه , سواء كان المكفر من السلفية السياسية , أو من السلفية
الدينية . لأنه لا يجوزلمسلم أن يكفرمسلما إلا إذا فعل فعلا مكفرا , أو ترك
آخرمكفرا كذلك ...كترك الصلاة ....لقول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :
"إن بين الرجل وبين الشرك والكفرترك الصلاة ". و صد رعن لجنة إفتاء كان
فيها الشخ الألباني رحمه الله تعالى ما يلي :" فإذا مات على هذه الحالة - أي أنه
لا يصلي ولا يصوم -  ولم يتب إلى الله عز وجل فإنه لا يجوزالاستغفار له والدعاء
 له، وأما ما تفعلينه عنه (يعني المستفتية) من الصلوات فإنه لا ينفعه ولوكان
مسلمًا لأن الصلاة لا تدخلها النيابة." وإني أرى أنها فتوى ينبغي أن تراجع ,  لأن
عمل المسلم في هذه الحال كفره ليس اعتقاديا , ولأن الحديث الصحيح يقول :
" أبْشِرُوا وبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ أنَّهُ مَنْ شَهِدَ أن لاإله إلاالله صادقا دخل الجنة ".أخرجه
أحمد من طريقين رضي الله تعالى عنه.." وفي حديث آخر«أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ
 مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وإن زنى وَإِنْ سَرَقَ»وفي حديث :
" من مات له ولدان دخل الجنة وحجباه من النار." قال الشيخ الألباني : وليس ذلك
خاصا بالإناث ....فلا بد من الجمع بين الأحاديث كلها لأصدار حكم شرعي محمي من
كل جوانبه...والله تعالى أعلم .
ثم إن الكفركما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :" نوعان، كفر اعتقادي وكفر
عملي...حينئذٍ نقول: التكفير يجوز تارةً ولا يجوز تارةً أخرى، يجوزإذا أُقيمت الحجة
على الرجل الذي وقع في الكفر الاعتقادي وأصر عليه ، حين ذاك ليس فقط يجوز
القول بكفرهِ أو بتكفيرهِ؛ وإنما يجب ذلك ، أما إذا لم تقام الحجة فلا يجوز المبادرة
إلى التكفيرلأنه قد يكون له عذر . وأصعب شيء هو أن يكفر المسلم أخاهُ المسلم ..."
فلا بد من اجتناب تكفيرالناس احترازا من الوقوع في الكفر...وهناك أنواع أخرى من
التكفيريين , وأنواع أخرى من طالبي إقامة الخلافة , كل يوم يظهرمنها نوع والبندقية
على كتفه , أو الحزام الناسف يمنطقه ...وقد يدخل فيمن ينطبق عليهم قول النبي ,
صلى الله تعالى عليه وسلم في المنتحر, وهوفي صحيح مسلم رضي الله تعالى عنه:
" من قتل نفسه بحديدةفحديدته في يده يتوجأ -أي: يطعن- يتوجأ بها في بطنه في نار
جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ... » ولقد سئل الشيخ الألباني عن هذاالحديث , وهل يكفر
من قتل نفسه فأجاب رحمه الله تعالى :"نعم، ظاهر الحديث أن هذا فيمن يستحل
الانتحار، فهو كما جاء في الحديث "خالداً مخلداً فيها." والكفر عندنا قسمان كما
يقول أهل العلم والتحقيق: كفراعتقادي وكفر عملي، فمن فعل فعل الكفارواعترف
بخطإ هذا الفعل آمن بأنه خطأ اتباعاً للشرع، ولكنه غلبه الهوى وغلبته النفس
الأمارة بالسوء فكفره كفر عملي، أما إذا اقترن به الاستحلال القلبي فهو الكفر
الاعتقادي، وبه يخرج المسلم عن الملة، فمثل هذا يحمل على من كان كفره كفراً
اعتقادياً، لأنه لا يخلد في النارإلا من كان كافراً مشركاً بالله تبارك وتعالى ."
 لهذا فالانتحاري قد يكون من أهل النار, وهويعتقد أنه مجاهد بقتله أخاه ,
خا صة من كان يهاجم من بالمسا جد , يؤدون ما افترضه الله تعالى عليهم ...
فقضية التكفيرقضية شائكة خطيرة ينبغي أن تترك...
ومن النوع التكفيري من يطلب الخلافة , ولكنه يمهد لها بالارشاد وجهاد
اللسان , وقد يكون الاخوان منهم , فيكونون أقل خطرا على الأمة ووحدتها ,
وقد يفجرون انتقاما , ويحملون السلاح , فيقتلون من الشارع من ليس من أهل
القرار, ممن قد يكون من أنصارالدين . فلا بد من جلوس الأحزاب على مائدة
الحوارالاجتماعي والديني والسياسي....لينصروا الدين نصرا حقيقيا , لا يهدم
قوة الأمة , ولا يفرق شملها.
أما الشيعة فهم كذلك تكفيريون , ولكنهم يتشابهون مع أهل السنة في كثيرمن
الأحكام الشرعية , فإذا تسيسوا استباحوا الحرمات , وسبوا أفاضل الأمة , وهم
صحابة رسول الله عليه وعليهم الصلاة والسلام , وكفرواكثيرا من مخالفيهم ,
ولم يسلم من تكفيرهم صحابي ولا غيره , رغم أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم ,
دافع عنهم الله تعالى في قوله الكريم:" وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ,
قالوا أنومن كما آمن السفهاء؟ ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ". وهورد
قوى , وتقريع مخز, وتوعد بعقاب مهين..." ألا إنهم هم السفهاءولكن لا يعلمون "
فخطرالشيعة يعود على أنفسهم بالضررأولا , وهوخطرفي مقدمته ثلاثة أمور
قادحة في حسن إسلام الشخص , أحدهم سياسي وهولعن الصحابة , وهو لعن
يعود عليهم لأنه لا مبرر له , وإنما هو لعن من أجل الوصول الى الحكم .
 والآخرأخلاقي ديني وهوتجويزهم مجامعة المرأة من الدبر, وهناك قلة من السنيين
من يجوزهذا العمل الأخير , وقيل إنه واحد فقط  هو من جوزإتيان الزوجة
في دبرها. وثالث الأمورديني اجتماعي , هوتجويزهم نكاح المتعة , وقد حرم
بعد تحليلات , تبين منها أنه زواج ليس في صالح المجتمع من الناحية
الاقتصادية , ومن ناحية استقرارالأسرة ...لأن المرأة قد تضيع حقوقها ,
وقد تضيع حقوق الأطفال كذلك , بل قد يرمون في الأزبال ...
أما الوضعيون فهم أنواع كذلك , منهم من وضع أحكاما كبديل عن الحكم
الشرعي , وراعى قوانين منظمة للمجتمع والسرة والأخلاق . ومنهم من
خرج عن العادات واتقاليد وشرع الله تعالى , وأبدع منكرالا يقبله خلق فاضل ,
ولا مجتمع طاهر, كالمثلية والتفسخ , وإباحة المعاشرة الجنسية دون قيد
أو شرط....ومن الوضعيين من أبقى على بعض الأحكام الشرعية وتخلى عن
البعض الآخر, إما لقناعته بأن هذا يواكب العصر, أو لأنه ينتظرالفرصة
السانحة لتطبيق الشرع دون معارض من الأ قوياء الفجرة...وهذا الصنف
له عذرشرعي والله تعالى أعلم , وقد يوجد من الأصناف الأخرى , كفر
اعتقادي او عملي ... وهكذا أصبح الناس شيعا .
عبداللطيف سراج الدين


شكرا لك ولمرورك