الحلال والحرام وعبادات في الإنجيل والقرآن





الحلال والحرام وعبدات في الإنجيل والقرآن :
معلوم أن الإنجيل كتاب سماوي مقدس , هووالتوراة , والزبور ...
ومعلوم أن هذه الكتب المقدسة , عانت من قلة الكتابة , ومن سوء
الحفظ , ومن تحريف المنحرفين , وسوء نقل المترجمين , لهذ ه
الأسباب كلها , أمربعض الملوك بتصحيحات , وإصلاحات , وإعادة
كتابة كتابة الإنجيل , وذلك عدة مرات ...وكذلك تسببت العوامل
السابقة في ظهورعـدة أناجيل , لا يشبه بعضها بعضا , فرفض منها
أكثرمن مائة إنجيل , وهي المعروفة بأناجيل "أبي اكريفة ". ولم
تنج الأربعة المنتقاة من تحريفات , جعلتها متناقضة مع ما تبقى
من بقايا بيان مقد س , أشرت في موضوع سابق الى بعضه , تحت
عنوان "إنجيل من الإنجيل " وهو بيان دال على هدي رباني كامل ,
منقول على لسان نبي مرسل , أورجل صالح ناقل على رسول كريم ....
وسنرى هنا جوانب أخرى من بقايا الهدي الرباني بالإنجيل , وما يقابله
في القرآن الكريم .
أولا
الصوم :
جاء في 2 سفرطوبيا 12 8 :" صالحة الصلاة مع الصوم , والصدقة
خيرمن ادخاركنوزالذهب..." فهذا هدي كريم , وبيان جامع لخص في
جملتين عدة عبادات رابحة . فاجتماع الصلاة مع الصوم عمل غني
بالحسنات التي تذهب السيئات , ووسيلة قرب توصل صاحبها بسرعة
الى مكانة لائقة بالعابد . فإذا أضفنا إليهما الصدقة كان الفوزأعظم , إذا
توفرت شروط القبول , وهي صحة الإيمان , وخلو العمل من الرياء ...
ولا إيمان مع الإشرا ك  بكل أنواعه , سواء كان ادعاء بأن لله تعالى
ولد , أوعبادة صنم , أواعتقاد وجود إله مع الله تعالى , كالقول بالتثليث ,
واتحاد الناسوت باللاهوت , أوغيرذلك من أنواع الشرك بالله تعالى .
ولقد أمرالله سبحانه في القرآن الكريم بالصلاة في عدة مواضع , منها
قوله تعالى :" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُوَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) "
وقال رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام :" أرأيتم لو أن نهراً أمام دار
أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، أترونه يبقى على بدنه من درنه
شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس يكفر
الله بهن الخطايا كلها " . وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى معلقا على
الحديث الشريف : وواضح جداً أن هذا الحديث لا يقبل التأويل المعروف
عند العلماء بعامة، حيث يقولون: إن العبادات التي جاءت النصوص
تترى بأنها مكفرات للذنوب، إنما تكفر الصغائر دون الكبائر. هذا القول
لا نتردد في التصريح بأنه قول باطل؛ لأنه ينافي نصوصاً كثيرة وكثيرة
جداً، هذا النص أحدها؛ لأن هذا المثل الذي ضربه الرسول عليه السلام
رجل قذر وسخ، فإذا انغمس كل يوم في نهر جارٍ وترى هل الأوساخ
الكبيرة تبقى والصغيرة هي التي تمحى؟ .... هذا كلام منطقي هوالذي
آخذ به , ونحن مؤيدان بقول الله تعالى:" قل يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم , لا تقنطوا من رحمة الله , إن الله يغفرالذنوب جميعا ..."
وفي الشرك وترك التصدق قال الله تعالى , في سورة ق :" وَجَاءَ تْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ
يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ
كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ
(22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ
عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ
فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) " ...هذا البيان الكريم لخص نهاية
الإنسان , فالموت , يتبعه الجساب , فإذا كان المحاسب مشركا ,
مناعا للصدقة , يعتدي على الناس بظلمه وتجبره , وهوشاك في
يوم الحساب , ووجود الله تعالى ...فإن الله عزوجل يأمرالملكين :
السائق والشهيد بقوله الكريم :" فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيد " .
لأنه مشرك , بخيل , ظالم , شاك في وحي الله تعالى ....فالقرآن
والإنجيل كلاهما يدعوالى : الصلاة , والصدقة , والصوم ... قال
الله تعالى في القرآن الكريم :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ  قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) " ولا
شك في كون الصدقة خير من الادخارالذي لا يؤدي حقوق المال ,
لهذا جاء في الإنجيل :" والصدقة خيرمن ادخاركنوزالذهب.."
لأن جمع المال عن طريق الربا , والزنا , والمخدرات , وباقي
اللمحرمات , وادخاره دون إخراج حقه ولو كان من حلال , يكون
وبالا على جامعه يوم الحساب . وينبغي أن تكون الصدقة من
حلال لقول نبي الإسلام عليه السلام : « إن  الله طيب ولا يقبل إلا
طيبا  » وقوله الكريم :" لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ , لاَ يُبَالِي المَرْءُ
بما أخذ المال؟ أمن حلال أم من حرام ؟ ولقد حرم الربا في الإنجيل
كذلك , فقد جاء في سفراللاوين 25  37 : فضتك لا تعطه بالربا ,
وطعامك لا تعطيه بالمرابحة". وفي 9سفرنحميا 5 7" إنكم تأخذون
الربا , كل واحد من أخيه " . وفيه كذلك 10سفرنحميا 5 10 فلنترك
هذا الربا ...وجاء في القرآن الكريم تبشيرالمرابين بنار جهنم , في
قول الله عزوجل:" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ
اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ
وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275
وفي الإنجيل أيضا :"18سفرحزقيال18 13 " وأعطى بالربا , وأخذ
المرابحة , أفيحيا ؟ لا يحيا , قد عمل كل هذه الرجاسات , فموتا يموت ,
دمه يكون على نفسه..." وقال قبل هذا :" ولم يعط الربا , ولم يأخذ
مرابحة , وكف يده عن الجور, وأجرى العدل الحق بين الإنسان
والإنسان ...." فالإنجيل يقتل المتعامل بالربا , لأنه يسيء الى الفقراء.
باستغلالهم والتحايل على أكل أموالهم ...لهذا رسول الإسلام عليه
السلام , نهى عن الربا وبدأ بإبطال ربا عمه العباس عليهما السلام .
وعاقب الإنجيل الزناة بأنواع من العقاب , منها الإحراق بالنار , ففي
1سفرالتكوين38 24 ولما كان نحوثلاثة أشهرأخبريهوذا وقيل له:
"قد زنت ثاماركنتك , وهاهي حبلى أيضا من الزنا . فقال يهوذا :
أخرجوها فتحرق ." وعاقب الإسلام الزناة بعقوبات مختلفة ,
فغيرالمتزوج يجلد ويغرب سنة , والمتزوج يرجم , الرجل
والمرأة على حد سواء....هكذا يطهرالمجتمع البشري من العبث ,
وتبنى الأسربناء صحيحا ...وكذلك عاقب الإنجيل والإسلام
المساحقات , والمثليين بصفة عامة ....
عبداللطيف سراج الدين


شكرا لك ولمرورك