الطرق الى الجنة :
الطريق الأول :
إن الله تعالى خلق الخلق , وشرع للبشروالجن شرائع ,
وكلفهم بتكاليف ,
وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين , وكان آخرمرسل هوسيدنا محمد
عليه
وعلى الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام , فمن آمن بهم جميعا
نجا ,
وكان جزاؤه الجنة , يتمتع بجمالها وعطورأزهارها , ويأكل
من فواكهها
اللذيذة الرائعة , ويتزوج من حورها الجميلا ت , ويجالس
أصدقاءه
المؤمنين الناجين , وأهله وأقاربه من الأبرار المستحقين
لد خول الجنة ,
ولقد لخص الله تعالى نعيم أهل الجنة في قوله الكريم
:" إِلَّا عِبَادَ
اللَّهِ
ولا
بد من شرط الإخلاص , إخلاص العبادة لله تعالى دون إشراك غيره
فيها
, والإخلاص في الإيمان , برفض كل شك يحوم حول صدق ما جاء
به الأنبياء
والمرسلون , عليهم الصلاة والسلام . ومن شك في صدق
الرسل
, أوعمل عملا رياء د خل النار. وما أدراك ما النار؟ فقد وصفها
الله
تعالى بعد أن بين نعيم أهل الجنة فقال سبحانه :" أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا
أَمْ
شَجَرَةُ
الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا
فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ
مِنْهَا
فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)
ثُمَّ
إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)
إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى
آَثَارِهِمْ
يُهْرَعُونَ (70)وضَلَّ
قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ...". وهناك عذاب أكبرهو
عذاب
أصحاب الدرك الأسفل من النار, ومنهم المسلسلون في السلاسل ,
وفيهم
قال الله تعالى :" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ
يَا لَيْتَنِي لَمْ
إِنّهُ
كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
"
وأما
شرابهم فقد بين الله تعالى بعضه وقال في بعضه الآخر:" وَقُلِ الْحَقُّ
مِنْ
رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر, إِنَّا
أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ
بِهِمْ
سُرَادِقُهَا , وَإِنْ يَسْتَغِيثُوايُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ
وَسَاءَتْ
مُرْتَفَقًا ". وهناك نوع لهم ملابس تزيد الحرارة سخونة , قال فيهم
الله
تعالى:"يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ
وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
(48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ
قَطِرَانٍ
وَتَغْشَى
وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)
لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ
(51) ..."إن عذاب الله
تعالى درجات , ولكنها كلها مخزية شديدة
الألم
...قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ
نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا
نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا
حَكِيمًا".
الطريق الثاني :
قال رسول الله سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم في
حديث صحيح :
" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأن محمدا عبده ورسوله ,
وأن عيسى عبده ورسوله , وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم , وروح
منه , وأن الجنة حق , وأن النار حق , وأن البعث حق . أدخله الله الجنة
على ما كان من عمل , من أي أبواب الجنة الثمانية شاء". هذه
طريقة
سهلة
جميلة , لايرفضها إلا شقي مخلد في النار.
الطريق الثالث :
قال
رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :"ما من أحد
يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا من قلبه إلا حرمه الله على
النار" .
رواه
البخاري رضي الله تعالى عنه.
الطريق الرابع :
يجمع
بين شهادتي : لا إله إلا الله , محمد رسول الله ... وفعل خيرما , فقد روى
أبوهريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن أمرأة
بَغِياً رأت كلبا في يوم حار،
يَطِيْف ببئر قد أد لع لسانه من العطش فنزعت مُوْقها فَغُفرلها.
الطرق الخامس :
الجمع
بين الشهادتين وأداء الفرائض , من صلاة , وصيام , وزكاة , وحج ,
وبرالوالدين
, والعناية بالأيتام , والصدق في الحديث ,الى غيرذلك من الفرائض
والواجبات
, وأعمال البروالتقوى. وهذه أكثرأجرا , وأقرب منزلة عند الله
تعالى
.
الطريق السادس :
هناك
طرق الخواص , ذوي المراتب العالية عند الله تعالى , لثبات أقدامهم
على
الصراط المستقيم , ولطول أنفا سهم , ومزيد صبرهم على طاعة الله
تعالى
. فمنهم من يصلي الفرض , ويضيف إليه النفل , ويصوم رمضان
ويزيد
صيام التطوع , ويعطي الزكاة ويتبرع على المحتاجين , ويقوم الليل
والناس
نيام , ويصلي التطوع بالنهار...ولقد قارن الله تعالى بينهم وبين
أضدادهم
من الخاسرين فقال تعالى :" وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو
رُءُوسِهِمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ , رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ
صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ
(12) وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ
الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ
مِنَ
الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا
نَسِينَاكُمْ
وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا
الَّذِينَ
إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ
(15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ
(16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا
أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)...
هذه
مجمل الطرق الربانية , متفاوتة القرب والجزاء . وهناك طرق أكثرا
جتهادا
, وأكبرحظا وفوزا برضى الله تعالى , ولكن شرط كل طريق هو
أساس
الإيمان الصحيح, أعني الإيمان بجميع
الأنبياء والرسل , ويتلخص
في
قول لا إله إلا الله , محمد رسول الله , لأن من تشهد بهاتين الشهادتين ,
كان
مؤمنا ضمنا بكل نبي ومرسل عليهم الصلاة والسلام .
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء