في جزيرة النساء



في جزيرة النساء :
جزيرة النساء تمتا ز بموقع رائع بين أمواج البحرالأزرق , واخضرا ر
طبيعة لا يظمأ شجرها , ولا يصفرعشبها , ولايذبل وردها , ولا تخرف
أزهارها وتنوع ثمارها . وهي وارفة الظلال , رائعة الجمال , تساوى فيها
الجنس فلم يبق فرق بين ذكروأنثى , يمكنك أن تنكح رجلا أو امرأة ,
ويمكنك التمتع بالتعدد , إذا كنت ثريا قويا منعدم الضمير, فلا مانع من الجمع
بين ذكروامرأة في عقد واحد ... وقد امتازأهلها في غالب أمرهم ببشرة
حمراء , ووجنات موردة , وشعرأشقرحريري الملمس , وعيون  زرق
وقد تجد الأسود والأسمر, وهم لا يفرقون بين الحلال والحرام , لعبت الخمر
بعاداتهم وأخلاقهم , فأصبحوا يعيشون في مجتمع يشبه المجتمع البشري ,
من حيث الشكل والتصرف. حضرصديق لي خطبة رفيق له , قال : قلت
لصديقي مرة : لقد كبرابنك , وتورد ت وجنتاه , واحمرت شفتاه , وابيضت
أسنانه . فقال : ماذا تريد أن تقول؟ قلت : أرد ت أن أقول : إنه أصبح جاهزا
للزواج . قال : هل تحبه ؟ قال فهمتني خطأ يا رجل , أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم , أنا لا أحب مثل هذا الزواج , وإنما أرد ت أن أقول لك : زوج ابنك .
قال يا صديقي إنك تعلم ما أصبحنا عليه من أخلاق فاسدة , وعادات سيئة ...
ومعتقدات قرد ية ,, إننا لا ينقصنا إلا العيش في الغابة ... قال قلت :ماذا تعني ؟
قال أعني أني لا أعرف هل يريد أن ينكح فتاة أوفتى مثله , أم أنه يريد أن
يتزوجه رجل .. فلا بد من أخذ رأيه . قال قلت : إنك ولي أمره , والمدبرلشؤون
حياته , وهوبعد في سن لم تكتمل تجربتها , فلا تدعه ينفلت من عادات المجتمع
الفاضل . فتنهد وقال : مجتمع فاضل ؟ وهل نحن في مجتمع فاضل ؟ لابد
من استشارته . ثم ناداه , فجاء الولد وهوكله حيوية ونشاط , يكاد الدم
ينفجرمن شفة بتعاء , قان لونها . وسلم علي وعلى والده ثم قال : ماذا تريد
 يا أبي ؟ قال أريد أن أزوجك . قال بمن والتفت نحوي , فضحكت وأشرت
بأصبعي أن لست أنا الخاطب . فقال والده بمن تحب يا ولدي . قال :
أنا أحب ابن فلان . ابن فلان ؟ نعم . وما تصنع به يا ولدي إنه
لا يلد ؟ قال الابن : إنه هو الذي طلب مني الزواج بعد معاشرته لي عدة
مرات . فطأطأ الأب رأسه خجلا ثم قال : خذ راحتك يا ولدي , سنفكر
في الأمر. فرجع الولد الى الحديقة يجمع الزهور...فقال لي أبوه :
أسمعت يا رجل ؟ لابد أن أحمل خنزيرا وأذهب الى والدي العاشق ,
ولا بد أن تحضرمعي ... فقلت : إن كل شيء عندكم بالمقلوب , أنا
لا أشهد زورأ , ولكن سأذهب لأعرف رأي أب الولد . فذهبنا وكانت
أمه أقل تحمسا , لأنها كانت تحلم بذرية جميلة , ينجبها ولدها من
معشوقة حسناء , وقد سبقتنا مكالمة هاتفية , تشرح موضوع الزيارة .
فوجدنا عائلة المخطوب واقفة مرحبة ...والأزهاربأيدي صبيانها ,
فسلمنا , وأنزل الأب خنزيره ..فانفلت منه فخا لطنا فزع كبير ,
واتبعه الرجال المتمرسون على الحياة مع أمثاله , وكان أسرع
الحاضرين لحوقا به الخاطب ,, إلا أنه لم يسلم من نطح حمل معه
إلى المستشفى , مما جعل الحفل ينقلب مأساة ...وهي عاقبة العمل
غيرالصالح .. فودعت ولم أحضر بقية الزواج ..

عبداللطيف سراج الدين  
شكرا لك ولمرورك