تربية الإسلام على حسن الكلام :
لقد تميزالإنسان على سائرالكائنات الحية , الموجود على
الأرض في الظاهر
بالنطق والتفكير, وبما أن النطق يلعب دورا مهما في بناء
العلاقات الإنسانية
وتقويضها , فإن الإسلام أعطى أهمية بالغة لإصلاح اللسان
, قال الله تعالى :
"وقولوا للناس حسنا". وقال تعالى :"ولا
تلمزوا أنفسكم , ولا تنابزوابالألقاب ,
بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان , ومن لم يتب فأولئك هم
الظالمون ". ذلك
أن السخرية لا تبني العلاقات الطيبة , سواء كانت مقولة ,
أو مكتوبة , أو
مرسومة ...فقد استعمرت شعوب بسبب سوء المنطق , الذي
ترتبت عنه معاملة
سيئة , وحروب تحريرطاحنة....لهذا قال النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم :
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر, فليقل خيرا أو
ليصمت ". ذلك أن الشيطان
يجري مجرى الدم في الذات البشرية , فيسكن القلب ويوحي
بكلام تسمعه
الإدراكات الباطنية , ولا يكون كلامه إلا مثيرا لفتنة ,
أومؤديا الى كفر, أو
مغضبا للرب تعالى , لأن هذه مهمته في الأرض , لا يسعى في
خيرأبدا , فمن
كان ضعيف الإيمان , قليل التجربة , بطيء التفطن , فإنه
يتبع ما تتلوالشياطين
في غالب تصرفاته , لأن الشياطين يتدخلون في حالات النقاش
, الدائربين
الزوج وزوجته , وبين الصديق وصديقه , وبين رؤساء الدول ,
وفي كل
منافشة يتدخلون بما يزرع الشقاق بين بني البشر, لهذا
تكثرالحروب ,
وحالات الطلاق , والشجارات , وحالات الإرهاب , والنزاعات
على الحدود ,
وسعي من هب ود ب الى بناء د ولة , كل ذلك بسبب وسوسة
الشياطين ,
المزينين للشر, كان قطع طريق , أوسرقة , أوقولا من شأنه إشعال حرب
بين زوجين , أو صديقين , أو رئيسين , فكلام الشياطين ,
وكلام البشر
غيرالموزون , كلاهما يكون ضد المصالح البشرية , وقد نجد
هذا الضرب
من القول المثيرللفتن في الشعر, أكثرمنه في كتابات
الأدباء , لهذا كان
قديما يقال : إن للشاعرشيطانا يوحي إليه ...فترى الشعراء
" في كل
واد يهيمون
" , كما قال الله تعالى . وتراهم يزينون الفسوق والعصيان
أحيانا , بوصفهم الخمروتحبيبها للناس , وبتغزلهم في
المذكر, وغيرذلك
مما يربي النشء تربية فاشلة , فترى أكثرهم يحلم بالسير
في طريق ذلك
الشاعرالماجن , الذي يتبع ما يوسوس به الشيطان , فيترجمه
في شعره ,
فيتحقق قول من قال بأن له شيطانا يوجهه . والأخطرأن تجد
الشاعر
ينزلق انزلاقة قاتلة , عندما يدفع به وسواسه الى تاليه
محبوبته ...وهو
يمجد أويتوسل, أويعربد...تائها في محاسنها , ناسيا
واجبات الانتباه ,
وشرود الإبداع , وجموح العاطفة...كقول الشاعر:
يا إلهة فني...
ونحوذلك من التعابيرالرمزية , التي قد تخرج عن الغرض
منها , فتصبح
مثلا يحتذى , وفكرة دافعة للسجود أمام الفاتنة الجميلة
...ولقد أخبرنا
الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم , أن الناس يدخلون
النار في الغالب
بسبب ألسنتهم , ذلك أن البعض ينكر بلسانه وجود الله
تعالى , فيدخل
النار, وينكرنبوة نبي فيدخل النار, ويشرك بلسانه فيدخل
النار, ويقول
كلمة يضحك بها الناس وهي مغضبة لله تعالى , فيدخل النار,
وهذا حديث
في الباب :"فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه
وسلم-
في
سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرني
بعمل
يدخلني الجنة، ويباعدني من النار. قال: ((لقد سألت عن عظيم، وإنه
ليسير
على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة،
وتؤتي
الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت)) ثم قال: ((ألا أدلك على
أبواب الخير؟ الصوم جنةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماءُ النارَ،
وصلاة
الرجل في جوف الليل)) ، ثم قرأ: {تتجافى جنوبُهُم عن المضاجع}
حتى بلغ: {يعلمون} .ثم قال: ((ألا أخبرك برأس
الأمر، وعموده، وذروة
سنامه؟))
فقلت: بلى يا رسول الله. قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده
الصلاة،
وذروة سنامه الجهاد)) . ثم قال: ((ألا أخبرك بِمَلاكِ ذلك كله؟)) .
قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه فقال: ((كُفَّ عليك هذا)) .فقلت: يا رسول
قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه فقال: ((كُفَّ عليك هذا)) .فقلت: يا رسول
الله،
وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب النَّاسَ
في
النار على وجوههم -أو على مناخرهم- يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم))
.
ولقد
قلت في الشعرقديما :
الشعر,
كلمة
رقيقة أحيانا ,
بين
ريحين ,,
شمالية
ويمينية ,,,
تميل
حيث تميل الجارية ,,,
إذا
لم تصنها فكرة الشاعر,,,,
من
همس إبليس ,,,
ومفاتن
الجارية,,,
ووصف
الخمروالأنيس ,,,
والتفلسف
الملحد ....
لأن
الشعرحكمة أو زلة ....
فهو
مصير صاحبه ,
فأين
تريد؟
عبداللطيف
سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء