أثرالبديل



أثرالبديل عن الدين:
ثبت عن طريق التجربة أن الدول التي تصبح غنية , يكون ثراؤها
دافعا الى الانغماس في متع الحياة , ما حرم منها وما حل , لهذا
كثرشرب الخمرفي العهد العباسي مثلا , وظهرالغزل في المذكرلأول
مرة في تاريخ العرب , بسبب دخول العنصرالأجنبي من مرضى الشعوب
المجاورة , وظهرت المنافسة الجنسية بين الشباب المخنث , والفتيات
الراغبات في الاستئثار بمركزالصدارة عند الرجال , فلجأن الى وسيلة
جلب غريبة عن المجتمع العربي والعالمي إذاك , وهي التشبه بالفتيان
في أشكا لهم الخارجية , بتقصيرالشعر, وترقيق الكلام , وتوظيف كل
ما يغري المهتمين بالذكور, فكان من بينهن من يسمين بالغلاميات ’
تشبيها لهن بالغلمان , كما ظهرفي هذاالعصرأيوراصطناعية , كانت
تستخدمها الفتيات غيرالمؤدبات تأديبا إسلاميا جميلا , وربما استعملها
المخنثون كذلك وهذا دليل على ما بلغته الحضارة العباسية المترفة
من تهوروتدهورأخلاقيين , الى جانب التفوق العسكري والاقتصادي...
ولقد علمنا من التاريخ الرسمي والوارد في كتب التاريخ كذلك , أن أخبث
الناس وأقلهم حياء هم المثليون واللوطية... ذلك أنهم لا يبالون بما
حولهم عندما يريدون تحقيق متعة جنسية سخيفة , لهذا أساؤوا الأد ب
عن نبي الله تعالى سيدنا لوط عليه السلام ,ولم يحترموا شخصه
الكريم , بل كانوا يلومونه عن تطهره , وتنكره لعملهم القبيح ...ولقد
حدث ذلك عندما رأوا جمال الضيوف الذين حلوا به عليه وعلى ضيوفه
 السلام , فلم يتحكموا في أنفسهم لجلال النورالذي يكسوهم , ظانين
أنهم بشرفها جموا نبي الله عليه السلام , طالبين منه أخراج الضيوف
ليتمكنوا من معاشرتهم ومغازلتهم ... فتوسل إليهم ألا يخزوه في ضيوفه ,
فلم يستجيبوا لموت ضمائرهم , ورسوخهم في الرذيلة ...ولم يعلموا
أن القادمين ملائكة , جاؤوا لمعاقبتهم بسبب أعمالهم الفاسدة ,
وانهم زاروا أولا نبي الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام , وأخبروه
بأنهم نزلوا من السماء مرسلين من الله تعالى , الى قوم لوط الذين
تركوا النساء واشتغل بعضهم ببعض . ولعل الزيارة كانت لسيدنا
إبراهيم , عليه وعليهم السلام أولا لأنه الأرفع رتبة من غيره من
أنبياء عصره , فوجب احترام التسلسل والله تعالى أعلم ... وبعد
إخباره وتبشيره بأن زوجته ستلد له غلاما مباركا...توجهوا نحو
سيدنا لوط عليه السلام لإتمام المهمة , وحتى تكون الحجة عليهم
ظهروا لهم في صوربشرية فائقة الجمال , فحدث ما ذكرت , وبعد
الإسرارعلى إخراجهم.. تأسف نبيهم كثيرا وتألم , وتمنى لوأن له قوة
تمكنه من سحقهم...ثم عرض عليهم أعزما عنده , وهن بناته
مقابل أن يحترموا ضيوفه الكرام , مبينا لهم أن البنات أطهرمن الرجال ,
فلم يرحموه و فشلت المفاوضة فرجع الى بيته قلقا , فبشره الضيوف
بأنهم ملائكة , وبأنهم جاؤوا من أجل معاقبة هؤلاء الفجرة المسرفين
في أمرهم , فأصبح بعضهم ينكح بعضا في الأندية التي يتسامرون فيها ,
دون حياء من الله تعالى ولا من خلقه...وطلبوامنه أن يخرج هو وأهله
من باب لا يراهم منه قومه , فخرج سيدنا لوط وأهله عليهم السلام ...
وبدأت المعركة التي تكلم عنها القرآن الكريم , وتكلم عنها الإنجيل كذلك...
فكان الطغاة كما قال الله تعالى :" فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ
 نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ", لاحراك ولا مقاومة , ولا رحمة ولا نجاة لأحدهم من
العقاب الشديد...وهذه عاقبة الظالمين العصاة...الذين يتخذون من
عاداتهم , وتشريعاتهم , ما يخالفون به شرع الله تعالى وأحكامه ....
لأن البديل كيفما كان فهوشرعلى أصحابه , لأنه ليس هناك أحسن من
حكم الله تعالى . وإن الإنسان ليطغى عندما يصبح قويا ثريا إلا من
رحمه الله تعالى وهداه . لهذا على الناس أن يهتدوا بهدي رسلهم عليهم
السلام , وبهدي علمائهم وعقلائهم , فمن اهتدى بهدي متهوريهم ,
ومنحليهم , وعامتهم الجهال ...كان مصيرهم الى النار, وكان مجتمعهم
فاشلا منهارا , مهددا بالزوال ...ولقد وسوس الشيطان اللعين لمن سبق
أنه لا يوجد إله , ولا بعث , ولا جنة ولا نار... فكفروا وركبوا أهواءهم ,
فعاقبهم الله تعالى عقابا اختلف من قوم الى قوم شدة وتنوعا , فهناك
الزلزال المدمر, والصواعق المحرقة القاتلة , والصيحة التي تلهي
المرضعة عن ولدها , والرجم بالحجارة , والإغراق في البحر....ولقد
أخبرنا الله تعالى عن السابقين فقال جل جلاله  :"كذبت قبلهم قوم نوح , وأصحاب
الرس , وثمود , وعاد , وفرعون , وإخوان لوط , وأصحاب الأكية ,
وقوم تبع . كل كذب الرسل  فحق وعيد...." بعد هذا البيان الكريم ,
جاء تفصيل الأمرمفرقا بين السورالمباركة ...
مقارنة :
إذا قارنا بين جهل الأولين وجهل الآخرين , وجدنا الفارق شاسعا , لأن
جهل القرن العشرين , وجهل القرن الواحد والعشرين أعمق بكثيرمن كل
جهل سبق , بالنسبة لبعض الشعوب . ولقد بلغ انهيارالأخلاق والتدين في
بعضها مائة في المائة , وفي البعض خمسين في المائة , وهناك شعوب
لاتزال متدينة بدين صحيح , إلا القليل من الشواذ...وهناك متدينون بدين
شركي أو شبه شركي ... والذي يهمنا هنا هو أن بعض الشعوب التي
تقدمت تكنولوجيا , وتاخرت في نواح مهمة في حياة البشر, نتيجة فهم
خاطئ للحرية , والحياة الجنسية , فلم يبق عندهم ذلك الرجل الوقور,
الغيور, إلا ما قل وند ر...ترى فقيههم يحتفل بزواج مثلي بعد تحليله ,
وترى الأسرتقدم ابنها بسخاء لرجل يتزوجه ...وقد تمارس الفتاة الجنس
مع كلب أوحمارأوفرس أو غيرهما من الحيوانات , بل إن بعض الرجال
يعرض نفسه على كلب أوفرس ينكحه ...الى جانب تطويرات في صناعة
الأيورالبلاستيكية ...الى جانب تحول بعض الرجال نساء , وتحول بعض
النساء رجالا...كل ذلك باسم الحرية , وكأن الإنسان لا خالق له ولا محاسب ...
وكأنه غيرمتبوع بناروعقاب شديدين إن كان كافرا مخطئا....لهذا يكون
جهل الحاضرمتفوقا على جهل الماضي  تفوقا ساحقا . وبالأسف لقد رأينا
البعض حتى المعصية يعرضضها على الاستفتاء , ومن قال هذا منكرعدوه
غاليا متطرفا خارجا عن القانون ...مع أن الصواب هو أن نفرق بين ما
يؤخذ فيه برأي العامة , وما لا نأخذ  فيه إلا برأي العلماء الصالحين المصلحين ,
العارفين الفرق بين الحلال والحرام... لهذا فكثيرمن الأموريكون طرحها
للاستفتاء أمرا خاطئا , وتهورا بينا , لأن رأي الجهال لا يأتي إلا بجهل في
مجال التشريع...وفي رايي أنه لا ينبغي الأخذ بالاستفتاء حتى في الأمورالأقل
خطورة من المثلية , كمشروع الدستورالذي ينبغي أن يصوت عليه فقط من له
خبرة في القانون , وخبرة في الاقتصاد , وخبرة في الطب والفقه ...فالجاهل
قد يرجح كفة ينبغي أن لا ترجح شرعا...ولقد صوت الناس في بعض البلدان
لصالح المعصية جهلا , أوكفرا ...وكلاهما ينبغي ألا يكون , لأن مراعاة حق
الأخذ برأي ذوي الاختصاص أمرمفيد في نجاح المجتمعات , وتحسين العمل
الذي نقدم عليه ...
وأخيرا إني أكتب محذرا من عقاب الله تعالى , لأن كثيرا من الناس لا يبكون
حتى يحل بهم زلزال أو صاعقة أو غرق....ولأن العقاب إذا نزل قد يشمل
المخطئ والمصيب معا , ولأن كثيرا من الناس لا يعرفون لغة العقاب  بواسطة
الكوارث , ظانين أنها مجرد غضبة ظبيعية ....

عبداللطيف سراج الدين 
شكرا لك ولمرورك