مع كتاب:لطائف البيان
تأليف:د.مبارك العلمي
صدرهذا الكتاب العظيم في رجب سنة 1438هجرية,
وتوصلت به بالأمس,ولاشك في كون مؤلفه من خيرة علماء المغرب,وهوثاني كتاب رأيته للمؤلف,
الذي يمتع قارئه بجزالة الأسلوب,وأناقة التعبير,
وغزارة المعلومات...وقد يفاجئك بجديد لم يسبق
إليه,مما يشدك الى الموضوع شدا,ويفرض عليك
استخدام كل طاقة متوفرة من التفكيروالانتباه,
لإمكانية ظهورمفاجآت,أوظهورشوارد في التعمق,
فمثلا نجد اسم الذات العلية:"الله",يمكن أن يجزأ
عندالمؤلف,فيستعمل رباعي الحروف,وثلاثيها,
وثنائها,وقديصبح حرفاواحدا(الله_لله_له_هو),
وهذا في نظري خروج باللغة على مسارها الصحيح,
فاسم الذات المقدسة, ليس هوالضميرالمنفصل ,
ولامانع من أن يدخل عليه حرف الجر,ومن
الخروج عن حروف التسمية,تكلف استعماله
حرفازيدفيه ما ليس منه...هذافي نظري المتواضع.
كمانجدبعض التجاوزات في النحو,فقوله إذا
جاء اسم الذات العلية مقرونا باسمه تعالى الرب,
لم يأت الأخيرإلا خبرا..وساق المثال الآتي:
"الحمدلله رب العالمين..."قال صاحب إعراب
القرآن:الحمدمبتدأمرفوع,لله لفظ الجلالةمجرور
باللام,ومتعلقان بخبر محذوف تقديره:الحمد
واجب لله..رب صفة لله تعالى ,أوبدل منه,العالمين مضاف اليه مجروربالباء,لأنه ملحق بجمع المذكر
السالم....أما هل لله تعالى وجه,ويد,وعين,واستواء
على العرش,فهذه أمورثابتة بالكتاب والسنة,
ولقدأثبتها البعض,وأولها البعض..ولا يعلم كيف
هو إلاهو...ولقد تجدفي كتب كثيرمن العلماء,
أن الله تعالى ليس داخل العالم ولاخارجه,
وهذا تناقض...ومن تتبع القرآن الكريم وجد
الله تعالى يثبت لنفسه الاستواءعلى العرش,
وأنه يأتي يوم الحساب على عرش يحمله
الملائكة...قال تعالى في سورة الأعراف:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "
وقال تعالى في سورة الحاقة:
"وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ"
وقال تعالى في سورة
غافر:"
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم".
فماذايفهم الناس من قوله تعالى :ومن حوله?أليس
هناك ظرف مكان?ومكان استوى عليه سبحانه?
وهذا لا ينافي أنه عزوجل ليس كمثله شيء,
وأنه بكل مكان بعلمه وقدرته,وكما يوجدبقدرته
على ذلك في كل مكان ,فوجهه الكريم معه أينما
وجد,وأينماأرادأن يوجد,لايحبسه طول المسافة,
ولا تعدد الأماكن.ولقدخلق خلقا أعطاهم من القدرة
ما لا يصدقه رجل لا خبرة له;فمابالك بقدرة الله
تعالى ,وهل يعقل أن يخبربأن له وجها,ونقول نحن
لا وجه له إنماأرادكذا وكذا...هذاباختصار,ولعل
ابن تيمية رحمه الله تعالى أثبت لله تعالى ما
أثبته لنفسه..وغيره كثير,والله تعالى أعلم.
عبداللطيف سراج الدين
ِ
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء