كيف تكون المجتمع الحديث حسب النهيري ?
هناك بدايات قديمة مهدت لظهورمجتمع اليوم ، بعضها
محاولات فلسفية ، واخرى أدبية ، وثالثة دينية حرفة ،
الى جانب توجيهات دينية صائبة ...أما الدينية غيرالتي
تدفع الى الاحسن ، فيمثلها البابا "كركوار" ، الأكبرالذي
عاش بين 540و604 م ، والذي أحرق كل المكتبات
الثقافية ، لئلا يقرأ إلا الإنجيل...وفي العصرالحديث ظهرت
مواقف أخرى من الثقافة ، ما بين المعادية لها ، والمشجعة...
وهي تناقضات غيربناءة ، ففي مجال الفلسفة يقول "ديكارت":
انا أفكرإذن انا موجود...فياتي بعده "كيركجارد" فيقول العكس :
أنا افكر إذن أنا غيرموجود...وهوتلاعب بأفكارالعامة ، ولقد
قال قدماء الفلاسفة في الهند : لقد ساء وقوع من احتاج الى
معرفة نفسه...فمن كان شاكا في وجود ، كيف ينتظرمنه
الناس الخير...وكيف يتخذ قدوة ?!! ومن الكتاب الغربيين
من قلل من قيمة الثقافة ، واخضعها الاشتراكيون الى الفكر
السياسي والاقتصادي ، ضاربين بالثقافة الدينية عرض الحائط ،
واخضع كثيرمن الناس الثقافة الى خدمة الجسد ، خاصة الخدمة
الجنسية ، فظهرالمكبوت شرقا وغربا...في ظل الثقافة التي
سماها " اندري مالرو" : ثقافة عضوية ، اما "وليام اكبرن
w.ogburn فالثقافة عنده نوعان :مادية وغيرمادية ،
المادية هي ما انتجه الإنسان بيده وفكره ، وغيرالمادية
هي ما ليس عضويا...ولقد تعاونت أخلاق "مكيافيلي" في
السياسة ، مع توجيهات "توماس هوبس" في الاجتماع ،
ومع تعاليم النفعيين ، وماركس...فانجوا إنسانا يقدس
المال والجسد ، يعيش من اجل الجنس والمتعة الفانية ،
فما هو في نظرالدين السليم رذيلة ، فهوفي سلوك
المجتمعات الحديثة فضيلة ، رائدهم في ذلك الفيلسوف
المعاصرالذي كان يحضرالفتاة امامة ، فيستمني عن
طريق العادة السرية وهي تنظر...ولا غرابة فكل فيلسوف
قد أضاف قدرا من الاضلال الى السلوك لبشري ، بدءا
من "يوجين" اليوناني 323/413ق.م الذي كان يعيش
في برميل ، ويستمني امام المارة...والحق أن من ترك
أخلاق الأنبياء عليهم السلام ، يتبع سفلة الناس لغبي
ومضحوك عليه....
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء