الحجامة بين القديم والحديث


الحجامة بين الحديث والقديم :
الحجامة تفسير طبي قديم , يرى فيه البعض أنها تخلص
المحتجم من دم فاسد ...يتسبب في أماض للجسم يتخلص
منها بمجرالحجامة .
ولقد تفرجت على تحقيقات وآراء , حول الحجامة وإخراج
الجن ...عرتض على شاشة فضاءة مغربية , وكان البعض
يحاول فيها تبريرموقفه , ويحاول إثبات أن الحجامة أمر
نبوي , وأن كل كلام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وحي ,
وهذاأمرمبين في السنة المشرفة , فقد ميز النبي الكريم
بين ما هو وحي , وما هوعمل بشري من كلامه الكريم فقال
في الصحيحين وغيرهما :"من حديث ابن مسعود مرفوعاً :
"إنما أنا بشرأنسى كما تنسون , فإذا نسيت فذكروني". وبهذا
شهد الشيخ الألباني رحمه الله تعالى , الذي أبطل حديث :أنا
لا أنسى وإنما أنسى....وصحح السابق لثبوته وموافقته لطبيعة
البشر...ثم قال : لأنه لا ينسى ما يتعلق بالدعوة، ولذلك يشير
ربنا عز وجل إلى هذه الحقيقة بقوله  تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا
 تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعلى:6-7]وأمره الله تعالى بقوله
الكريم :" قُلْ إِنَّمَا أنا بشرمِّثْلُكُمْ....}وفي حديث أخرجه
الإمام مسلم , رضي الله تعالى عنه , يتعلق بقصة تأبير النخل,
 قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :«إنما هو ظن ظننته،
فإذاأمرتكم بشيء من أمر دينكم فأتوا منه ما استطعتم، وما
 أمرتكم بشيء من أمور دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم» .
فالاستطاعة مطلوبة في الأمرالديني , لهذا قلت إذا كان
الزحام في رجم الجمرات مؤديا الى مكروه , فليفتد الحاج
ولا يذهب الى الرجم . أما الحجامة فلاشك في كونها نافعة
للجسم في بعض الحالات , ولكنها تحتاج الى طبيب مختص ,
أوإنسان له تجربة ومعرفة بأوقاتها وأنواعها ...ولا بد من
مراعاة عامل النظافة ....نظافة آلات الحجامة , وتجديد الشفرة
التي يشرط بها موضع الحجامة....فقد كان في نحوالخمسينات
رجل ماهرفي الحجامة والختان , ولكنه بالغ مرة في الشط
فأصاب عرق فتى , فلم يستطع أحد كف دمه , لإصابته بنزيف
داخلي فمات رحمه الله تعالى .
الحجامة في عهد الاستعمار:
حكى لي أخي أ ن الحلاق الذي كان يقوم بالحجامة , لا
يمارس عمله إلا بعد أن يخضع لاختبار, يقوم به بعض
الأطباء , يأتون بحبة طماطم , ويلفونها بوقة شفافة ,
ويناولونه المشرط , فإن أصاب الطماطم منع من القيام
بالعمل في الحجامة.....
أنواع الحجامة :
لعل تفسيرأسباب حدوث المرض , هي التي جعلت الأطباء
يكتشفون أنواعا من الحجامة , لأن الإنسان مثل محرك
الديازل , الذي يدخله الهواء فلا يتحرك إلا بعد إفراغه منه ,
إذا لم يكن كمحرك سيارتي التي لا تحتاج الى إفراغ....
بهذا الإفراغ افادت الحجامة في عدة أمراض , منها مرض
الروماتزم , ومرض أملاح القد , وعرق النسا , وآلام الظهر,
والرقبة , وضعف المناعة , والبواسير, والمعدة وقرحتها ,
والتبول اللاإرادي , وحساسيات الطعام ., وقرع الساقين
والفخذين , وعدم النطق , وانقطاع د م الدورة الشهرية ,
وتصلح الحجامة لتنشيط المبيض , وللمرض السكري ,
وأمراض العقم , وتقوية الباه .....
ولقد حذ رالأطباء والعلماء من ممارسات بعض المشعوذين ,
اللاهتين خلف المال , وكان العلامة محمد أمين شيخو على
رأس من حقق من العلماء في أمرالحجامة , وسا نده فريق
طبي من سوريا , وضحوا أن كل عمل مخالف لما قالوه فهو
عمل سلبي خطير على صحة المحتجم .
آلات الحجامة :
منها آلات مستحدثة غيرصالحة , مثل البلاستيكية غير
القابلة للتعقيم , وجها ز "الغاكيوم " المعتمد على تخلية
الهواء دون استعمال نارالوريقة....وجاء في نفس البحث :
أنه"تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي ,
في منطقة الكاهل من الجسم , باستخدام كؤوس خاصة ,
مصنوعة من الزجاج....وقديما كانت هذه الكؤوس , متخذة
من  القرون المجوفة لبعض الحيوانات , أومصنوعة من
عيدان النباتات الصلبة المجوفة , مثل أغصان خشب
البامبوعند أهل الصينين..............
سن الجامة :
بالنسبة للرجل لا ينبغي أن يحتجم ,حتى يبلغ العشرين
على الأقل , أما المرأة فحتى تتجاوزمرحلة انقطاع دم
الحيض..............
أوقات الحجامة:
هناك أحاديث تفيد أن الحجامة تكون مرة في السنة ’
وأما حديث"نعم العادة الحجامة " الذي اخرجه الهندي
والهيثمي والزبيدي والذهبي في الطب النبوي , والكحال في
الأحكام النبوية , والعجلوني , لعله حديث ضعيف , لأن
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لم يخرجه....و حديث : من
أراد الحجامة فليتحرسبعة عشر" فهو حديث ضعيف...
كذلك لم يخرج الألباني حديث:"هي من العام الى العام
شفاء " وأما حديث : من احتجم لسبع عشرة من الشهر
كان دواء السنة "فقد أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ,
والهندي في كنزالعمال. ...وهو مؤيد بحديث :" كان يحتجم
في الأخدعين والكاهل , وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع
 عشرة وإحدى وعشرين". وهوحديث حسنه الشيخ الألباني
رحمه الله تعالى , وصحح حديث : كان يحتجم على هامته
وبين كتفيه ويقول: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره
أن لا يتدأوى بشيء لشيء".
على كل حال , فقد ثبت نفع الاحتجام المتقن , العلمي ,
الذي تعمل فيه أياد أمينة , مدربة , عالمة...........
عبداللطيف سراج الدين


شكرا لك ولمرورك