أشياء لابد من معرفتها



حقائق لابد من معرفتها :
خلق الله تعالى الإنسان , وأعلم سبحانه الملائكة قبل ذلك
فقال تعالى :"إني جاعل في الأرض خليفة ". وهوإخبار
وليس استشارة , لهذا عندما تساءل الملائكة قائلين :
" أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء , ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك ؟ " أجابهم تعالى قائلا : "إني أعلم ما
لا تعلمون ".
استعمال في غير موضعه :
حاول بعض المتصوفة , التلاعب بعقول أتباعهم فقالوا:
إن الخليفة الذي ذكره الله تعالى في القرآن الكريم , هو
القطب الأكبر, أوالغوث , أو قطب الأقطاب ...لأنه في
زعمهم هوالذي يدبر الكون نيابة عن الله تعالى , لهذا
وصفه الله تعالى بالخليفة , فلا يمطرالناس إلا بإذنه ,
ولا يفترس أسد فريسة في الغاب إلا بإذنه , 



ولا تحدث
صغيرة ولا كبيرة إلا بإذنه...وقال بعضهم إني لبست
الكون عندما أسند إلي هذا المنصب , فكنت أتحكم فيه
كما شئت , تدبيرا وتسييرا , ومنحا ومنعا.....ولم يقل
لنا أين كان يضعه عندما يدخل الحمام , وعندما ينام .
وهذا يشبه إلى حد ما الادعاء الذي نجده عند بعض
المتلاعبين بعقول أتباعهم من النصارى , إذ زعم
أنه يراسل ملائكة الكنائس , وكأنه يراهم ويكلمهم ,
وكأن له عليهم سلطة , وأنه مخول لإصدارأوامره
لهم.....وهذا التلاعب بأفكار الناس قديم , لأن الأتباع
غالبا يكونون في حالة تخديرطبيعي , يفرضه الانقياد
الأعمى للشيخ , والقديسين الزائفين كما نعتتهم
مستشرقة مهتمة بالتصوف....لأنهم يستغلون من
يتبعهم على كل حال , حتى قال بعضهم : لاتشكن
في الشيخ , حتى ولورأيته مع زوجتك , لأنها قد
تكون لها شبيهة , فتظن أنت أنها زوجتك....وقد
ينضبع البشر الى درجة تصديق الخرافة والأخبا ر
التي تتنافى مع الواقع , ألاترى أن كثيرا من الناس
يصدقون ملحدا مثل داروين , ويكذبون آلاف الأنبياء ,
ومآت المرسلين عليهم الصلاة والسلام ؟
وليس هذا فقط , بل هناك فريق آخرأكثرانضباعا ,
يستغلون أصحابهم سياسيا ويدفعونهم اعتقاديا الى
أخطرالتصرفات , مثل دفعهم الى اعتقاد كون صحابة
رسول الله , صلى الله تعالى عليهم وسلم مخطئين,
وأن سبهم واجب....ولم يقفواعند هذا الحد فقط , وإنما
زادوا فقالوا:إن إمامنا رفع , وأنه حي يرزق منذ
أكثر من ألف سنة , وأنه سيعود ويملأ الكون عدلا,
وهو وإن كان مرفوعا , فهو خليفة الله تعالى في
الأرض , لا يسقى الناس الغيث إلا بأمره ’ ولا
يرزقون إلا بأمره , وأنه المدبرالحقيقي للوجود .
فيقوم فريق آخر منهم ويقول : هذا حق , ولكن
إمامنا فلان هوالمرفوع , وهو المنتظر , وهو
مدبرالكون.....فنجد الناس أمام ثلاث فرق , كل
فرقة تدعي أن صاحبها هومدبر الكون....فيرد
الله تعالى على جميعهم , ومن اعتقد اعتقادهم
بقوله الكريم في سورة يونس:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) ...لم يترك الله تعالى لأحد بعد
هذا البيان مجالا للكذب عليه , فهو وحده المدبرللكون .
وقال تعالى في نفس السورة :" قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
 وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ
فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) .....وفي سورة
السجدة يرد تعالى على الفلاسفة الملحدين  , وعلى
الداروينيين , ومن اعتقد أن لله تعالى معينا فيقول
جل جلاله:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي
سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا
 شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ
ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ
كل شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ
جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ
فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9).....نعم إن الإنسان مستخلف
في الأرض ككل , ليقوم الجميع بواجب طاعة الله
تعالى , وطاعة أولياء الأمر, وليؤمن الناس بمن
أرسل إليهم من الرسل عليهم السلام , بدأ من
سيدنا آدم عليه السلا , وانتهاء بسيدنا محمد صلى
الله تعالى عليهم وسلم , لأنه لا نبي بعد سيدنا
محمد , فبه ختمت الرسالة , فمن ترك الحق واتبع
الباطل , كان في أصحاب الجحيم....
عبد اللطيف سراج الدين


شكرا لك ولمرورك