عادات بدأت تختفي:
العادات المخالفة للشرع ، وآداب المجتمع المتخلق بأخلاق فاضلة ،
تختفي متى نضج أفراد جتمعها ... لأن العادة الشركية ، والكفرية ،
تترسخ في العقول الضعيفة والمتأخرة...ولقد اختفت عدة عادات
خرافية وشركية من المغرب ، بعد تيقظ افراد المجتمع ، وانتشار
التعليم بين أفراده ، باستثناء بعض العادات القبيحة ، التي تظهر
بين الفينة والأخرى ، في الأوساط الريفية والبدوية....مثل الاستسقاء
بواسطة (تغنجة) ، وهي شبه عروس تركب على عصى ،
يطوف بها صبيان وكبارعلى الدور; يجمعون البيض
والنقود ...لتنظيم حفل بقصد يطلبون فيه الغيث . واصل
هذه العادة الشركية ، أنه كان بالمغرب وغيره عبادة
أصنام ، من بينها صنم يسمى (تغنجة)...فالناس كانوا
كما شاهدت مرارا يقعون في هذا الفخ الشيطاني الشركي ،
دون أن يدركوا معنى وخطرهذا العمل ، لشيوع الجهل...
ومن العادات التي اختفت تقريبا ، عادة كانت بأرض
العونات ، وبالتحديد في جبل صغيريسمى الجبل
الاخضر، هذه العادة مرت بمراحل ، ربما يكون
أهل المنطقة أرادوا جلب الزوار، وإغناء المنطقة
بنوع من السياحة والتجارة...فروجوا لخرافات صادفت
قبولا وتصديقا ، من قبل شريحة كبيرة من المجتمع ؛
هذه الخرافة بنيت على ست كذبات بلقاء ...
_ أولها نقشهم أثررجل ، وقالوا هذا أثررجل الشيخ
عبدالقادرالجيلي رحمه الله ، كان ياتي الى الجبل
من بغداد يتعبد بارض المغرب...لعلهم قالوا ذلك
لكثرة أتباع الطريقة القادرية بالمغرب ، مما جعل
الجبل يعج بعدد كبيرمن الحجاج ، وربما كان الجبل من
الثغورالمغربية ، يستعمل كحصن منيع ، لوعورة صعوده
من الجهة الجنوبية...ثم أنشئت الأساطيرحوله كما سياتي .
_ الخرافة الثانية التي جلبوا بها ضعاف العقول ، من مختلف
فيئات اجتمع هي انهم قالوا : إن بهذا الجبل حج المسكين ،
وهيأوا مجموعة أحجار، جعلوها كعبة ، وبدأ الناس يطوفون
حولها وهم يلبون....ولقد سألت ابن الفقيه ابن الصديق ، الذي
كانت له مدرسة بجوارالجبل ، يقصدها الطلبة من أنحاء كثيرة
من المغرب رحمه الله تعالى ، هل أدركت الناس وهم يحجون
الى الجبل ? فقال : حكى لي الفقيه ابن الشايب رحمه الله تعالى ،
أن فلانا ...كان يطوف بالناس وهويلبي وهم يلبون معه ....
_ الخرافة الثالثة التي بنوا عليها اساطيرهم هي: جمعهم أحجارا
بمكان ، جعلوه جمرة من الجمرات التي يرمون عندها الشيطان ،
ولقد سالت قبل أيام شيخا من القراء يعمل بتلك الناحية : هل
بدعة الحج بالجبل لا تزال قائمة ? فضحك وقال : لقد كف الناس
عن ذلك ، اتدري ما كانوا يصنعون ?! إنهم كاانوا يفعلوه كذا وكذا...
_ الخرافة الرابعة : حجرمجوف ، يسمونه الصراط ، من لم يكن نحيفا
وذكيا لا يخرج منه بسهولة ، فيقولون هذا مسخوط عليه ..والعجب
أن الحيلة انطلت حتى على بعض العلماء رحمهم الله تعالى ، ذلك
أني تذكرت حادثا وقع لفقيه زارالجبل ، وكان قريبا وصدقا لوالدي
رحمهما الله تعالى ؛ قيل له جرب نفسك ، وكان بدينا قويا ، فلم
يستطع الخروج إلا بمشقة ، والحق أنه فقط لم يعرف كيف يتعامل
مع شكل الحجر، لأن من وضع هذه المناسك كان ذكيا...
_ الخرافة الخامسة : مهراس ، وهوحجر على شكل مهراس
استغل شكله ليقال للناس : هذا المهراس كانت السيدة فاطمة
فاطمة الزهراء ، رضي الله تعالى عنها تدق به الكحل....
ومن المعلوم أنها عليها السلام لم تزر المغرب قط..
وشبه هذه الخرافات بالتوراة والانجيل ، انه قيل لهم :
إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام : إني جعلتك الها ،
وجعلت أخاك نبيا لك فصدقوا الخبر، وهو من صنع البشر،
لشيوع الغفلة والجهل ، ثم إن مهراسا كهذا تكفي كمية الكحل
التي تكون فيه لألف عين وأكثر...
_ الخرافة السادسة : مبرك صيغ على شكل مبرك ناقة ،
ليقال هذا مبرك ناقة السيدة فاطمة الزهراء ، كانت تأتي
عليها من المدينة المنورة...
وهناك اماكن أخرى كل مكان له أسطورته ، التي
عمل فيها خيال سكان ريف العونات ، من جيران
الجبل...ثم تحول هذا المزارالى موسم فرجة ، تجتمع
فيه خيول الفروسية ثلاثة أيام ، يستفيد منها بعض
التجاروغيرهم ، ثم يمضي كل واحد الى حيث يقيم ،
فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، إن الانسان لظلوم...
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء