مع فواتح السور




مع فواتح السور 
عندما درس بعض كتاب الرواية الالمان اللغات ، تكهن بموت
 جميع اللغات الموجودة بالعالم ، وظن انمن
 نصيب اللغة العربية ... والواقع ان ما قاله حق ؛ لان لغة اهل
 الجنة هي العربية ، ولا لغة غيرها بالعالم الاخر والله تعالى اعلم...
ربما توقع ذلك عندما راى ان دين الاسلام ، هو الذي يختاره الدارسون 
عن اقتناع ، لخلوه من التناقض ،  ومما هو اهم من التناقض ؛ وهو
الافة العظمى ، والطامة الكبرى ..اعني الشرك بالله تعالى ، وادعاء الولد
له ..تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فملاحظة الالماني في محلها...
ولولا تقصير المسلمين ، وافتتانهم بالتصارع عن الرئاسة ، لاستطاعوا
 تبليغ الرسالة بامانة ، ولاختار العالم الديانة الاسلامية عن طواعية...
قال الله تعالى: " الم ، ذلك الكتاب لا ريب  فيه ، هدى للمتقين ، الذين
يومنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون ، والذين 
يومنون بما انزل اليك ، وما انزل من قبلك ، وبالاخرة هم يقنون ، 
اولئك على هدى من ربهم ، واولئك هم المفلحون..." هذا هو الحق ،
ولكن المقصود بما انزل من قبلك ...هو ما جاء به عيسى ، وموسى
 ومن سبقهم من الرسل والانبياء ، ومن كان بينهما عليهم الصلاة و
السلام جميعا ؛ لا ما قاله المحرفون والضالون ممن افسد الكتب 
المنزلة ، فساقوا الناس الى جهنم زمرا ، ليشتروا بايات الله ثمنا قليلا ،
 او ليحصلوا على مناصب دينية رفيعة...فقالوا عيسى ابن الله ، وقالوا
عيسى اله ...وقالوا : قال الرب يا موسى اني جعلتك الها ، وجعلت 
اخاك نبيا...وقالوا : قال الرب : يا اسرائيل انت ابني البكر.. وقالوا:
ادم ابن الله...فوقع التناقض والتخريف ...نتيجة التزوير...فادم اسبق 
من اسرائيل ، فكيف كان اسرائيل البكر وهوالاصغر؟!!!ولقد ادرك البعض
 انهم يقولون ما لا يعقل فلجاوا الى الرمز بدل التصريح في زمن ما...
وهذا موضوع الدرس ، اعني الرمزالموجود بفواتح السور ، وما 
سبقه من رموز ، وما حدث بعد نزوله...
 فاما الحروف التي صدرت بها السور القرانية ، فللناس فيها اتجاهان ؛
اتجاه اجتهد في تفسيرها ، واخر فضل عدم الخوض فيها ...
واليك ما قاله العلامة طنطاوي في تفسير الجواهر ، رحمه
الله تعالى...قال : " فاعلم ان القران كتاب سماوي ، والكتب السماوية
 تصرح تارة ،
 وترمز اخرى
والرمز والاشارة من المقاصد السامية ، والمعاني العالية..." ثم
ذكر الرمز الذي استخدمه اليهود في حساب الحروف...بعد ذلك
ذكر قصة خجل النصارى من قولهم : عيسى ابن الله...فقال:
النصارى اتخذوا الحروف رموزا ، دينية فيما بينهم ايام نزول
القران ، ....وكانوا يرمزون بلفظ (اكسيس ) لهذه الجملة :
" يسوع المسيح ابن الله المخلص ." فالالف من اكسيس  هي الحرف الحرف
 الاول من لفظ (ايسوس) ، "يسوع" ، والكاف منها هي :الحرف الاول
من (كرستوس) ، " المسيح" ؛ والسين منها هي حرف الثاء التي تبدل
منها في النطق في لفظ ثبو" الله "  ، والياء منها تدل على : (ايوث) ،
 "ابن" ، والسين الثانية منها تشير الى (ثوتير) ، " المخلص " ، ومجموع
هذه الكلمات (يسوع المسيح ابن الله المخلص ) .
اكسيس اتفق على انه يدل على معنى سمكة ، فاصبحت السمكة عند
 هؤلاء : رمزا لالههم..فانظر كيف انتقلوا من الاسماء الى الرمز
بالحروف !! ومن الرمز بالحروف الى الرمز بحيوان ، دل عليه الحرف..
قال الحبر الانجليزي صموئيل موننج : انه كان يوجد كثيرا في
 قبور رومية ، صور اسماك صغيرة ، مصنوعة من الخشب والعظم ،
 وكان كل مسيحي يحمل سمكة ، اشارة الى المتعارف فيما بينهم ...."
بعض ما قيل في هذه الحروف المباركة :
١) قيل انها مقطعة من اسماء الله تعالى ، فعن ابن عباس رضي
 الله تعالى عنهما ، انه قال : الالف من  "الم" ، الاء الله ، واللام
لطفه ، والميم ملكه ....
٢) وقال العلامة محمد امين شيخو رحمه الله تعالى  عكس
 ما قال ابن عباس ، قال : هذه الحروف اشارة الى اسماء
 النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فالالف معناها : يا احمد  الحق ،
واللام يا لطيفا بفعلك الطيب ، والميم صرت محمداعندي وعند خلقي .
٣) انا ظهر لي ان معنى "(الم) ،كالاتي : الف انا الله  ، والام ، لا اله غيري ،
والميم : محمد رسولي....هذا قول سراج الدين عبد اللطيف ...
هذا ملخص الاتجاه الاول  .
الاتجاه الثاني ملخصه ، ان هذه الحروف من الغيبيات ، التي لا يعلمها
الا الله تعالى ، ولكن امثال شيخو قالوا : لا بد ان يكون لها علم ، ولكن
صاحب الشرع عليه السلام ترك للعلماء الاجتهاد في تفسيرها...
عبداللطيف سراج الدين 
شكرا لك ولمرورك