الشيطان مارس السياسة قبل الإنسان





الشيطان مارس السياسة قبل الإنسان :
أخبرالله تعالى عن بداية الخلق فقال جل جلاله :"هوالذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ,
ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهوبكل شيء عليم". كل ذلك " في
ستة أيام " لقول الله تعالى :" ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام , وما مسنا من لغوب " بعد ذلك خلق الله تعالى بعض المخلوقات , منها الجن
والجان والبن حسب بعض المصاد ر, وكلما طغى في الأرض جنس منهم , سلط
الله تعالى عليه الجنس الآخر, ويقال بأن البن كان أحدهم يغوص في الأرض , كما
يغوص أحدنا في الماء , وهم من حفرالآبار, وشق الأنهار, وكان الشيطان من كبار
قادة الجن على الأرض, لهذا كان مكرما يالحضورمع الملائكة في اجتماعاتهم ,
ولقد كان ضمن الملائكة عندما جمعهم الله تعالى , ليبلغهم بأنه سبحانه سيخلق بشرا ,
يستخلفه في الأرض , بمعنى أن يجعله عوضا عمن كان يستعمرها , أوليجعل له
السيادة على من فوق الأرض , بتسخيره له الجن والدواب وغيرهما , كما سخرالريح
والجن والبشر لسيدنا سليمان , عليه وعلى الأنبياء السلام , وكما سخرلداود الطير
وما شاء تعالى يسبحون الله تعالى معه , ويكتب له الأجر, تكريما من الله جل جلاله ..وليس
بالمعنى الذي يدعيه المتصوفة , من أن الإنسان خليفة الله تعالى في تدبيرالكون , لهذا
فهوفي نظرهم إذا بلغ أحدهم مرتبة القطب الأكبر قام بتدبير الكون نيابة عن الله تعالى ,
فهوالذي ينزل الغيث , وهوالذي يدبر الأمرمن الأرض الى السماء , وهو الذي يرزق
الخلق ...حتى إن الأسد في الغابة لا يفترس فريسة إلا بإذنه, كل هذا ادعاء باطل, ولقد
بوعت بالقطبانية مرتين في المنام , إحداهما بحضرة الرب تعالى , فما كنت أسيرشيئا ,
ولا أعلم الغيب , ولا يستشيرني قط ولا أسد....وليس كما يدعي الشيعة كذلك , بأن
إمامهم هوالذي يسير الكون ويتحكم في الشتاء , ويعلم كل اللغات , ويرزق ...فكل ذلك
لا دليل عليه , وإنما هو شرك يصطادون به عقول الضعاف , ولقد قال الله تعالى يخبرنا
أنه لا ندبر معه سبحانه :" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ
اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ , يُدَبِّرُالْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْ نِهِ , ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا
تَذَكَّرُونَ ؟" فالله تعالى وحده المدبرالخالق البارئ المصور, لا يشاركه أحد في
تسييرولا تدبير , أما من قال بأنه قطب الأقطاب , وأنه يلبس الكون أثناء تدبيره له,
فهو كلام مرفوض , وهناك الكثير ممن ادعى ذلك ...وهوأمر لم يعطه خيرالخلق
عليه السلام , فكيف ناله عبد لا هونبي ولا مرسل ؟ لهذا فادعاء المدعين للنيابة عن
الله تعالى في تسيير الكون عمل من حيل إبليس اللعين , يبين لنا بأن للكون عدة
مدبرين: صوفي , وشيعي من الإمامية , وشيعي من أصحاب ابن الحنفية رحمه الله
تعالى , لأنهم يرون أن الإمام منهم لا من الإمامية ...ولوكان ذلك صحيحا ما زلزل
الشيعة عدة مرات , وما أعطوا من الدنيا للسنيين شيئا ...ولكان عليهم اللوم في
استعمار اليهود لقلسطين...
أما كيف سبق الشيطان الى السياسة , فلأن الله تعالى جمع الملائكة كما قلت , وكان
معهم إبليس قبل أن يطرد , فاخبرهم تعالى بأنه سيخلق بشرا يستخلفه في الأرض ,
وكانوا قد رأوا ما ارتكبه الجن والجان والبن من تخريب , أكبرمما يقع في سوريا
والعراق واليمن أونحوه , فقالوا:"أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال: إني أعلم مالا تعلمون ". وعندما أمروا بالسجود طاعة
لله تعالى لآدم عليه السلام , امتنع إبليس تكبرا فطرد , وخاف من العقاب فطلب من الله
تعالى أن يمهله الى أن تنتهي مهمة الإنسان من الأرض , فأمهله الله تعالى , فبدأ يدبر
شؤون الإنسان  من داخله  بوسوسته وتوجيهاته المضلة , وكان الله تعالى قد أدخل
الإنسان الجنة , وشاء تعالى ألا يخرجه منها الى الأرض إلا بعد مخالفة , فنهاه تعالى
عن الأكل من شجرة زين له الشيطان الأكل منها ,كأول عمل شيطاني مضل , فخالف
كما يخالف أحدنا اليوم الشرع , فيزني أو يشرب الخمر, أو يقتل...فأنزل الى الأرض
ليدخل الجنة فيما بعد من أطاع ’ ويذهب مع الشيطان الى الجحيم من خالف , هنا بدأ
الصراع على أشده بين الإنسان وعدوه الخفي , ولقد انتصرعلى كثيرمن الناس ,
فدفع بهم أمامه الى الجحيم , منهم من زنى , ومنهم قتل نفسه , ومنهم من
خرج عن طاعة أولي الأمر, ومنهم من حارب شرع الله تعالى, ومنهم من
تعاطى السحر, ومنهم أكل الربا , ومنهم من قتل الآمرين بالمعروف....ولقد
فرجني الله تعالى على الشيطان في بعض المشاهد , وهو منهزم أمام الرسول
صلى الله تعالى عليه وسلم , لأن الرؤيا الصالحة حق..ولقد اجتمع كثير من
الناس بالشياطين المستعملين في السحر, وأخبروهم بما يشعل الفتنة بين الناس ,
فظن المخبرأنهم صادقون فأخبرمن صدقه فحدثت فتن وخصومات بين الناس ,
وتلك مهمة الكهان والسحرة , كما دفعوا بالبعض الى ادعاء النبوة , وأيدوهم
بما يوهم الناس بأنهم صادقون , ودفعوا بآخرين الى ادعاء أنهم المهدي المنتظر,
وظهرمنهم بالمغرب عدد من الضالين , في الماضي والحاضر, وأغرى الشيطان
بعض الجمعيات بحماية بعضهم , فكانوا من خدامه , ولقد أشعل بعضهم حروبا
وفتنا على الأرض مات بسببها خلق كثير’ كان أحدهم زمن زيدان , وكان بسبب
السحرلا يؤثرفي أصحابه البارود , مما جعل كثيرامن الناس يتبعونه , ظانين أنه
على حق . ركب معه 400 محارب انتصرب بهم على زيدان , وهوفي 4000 مقاتل....
وكان أصحاب الشيطان دائما ينهزمون بقدرة الله تعالى , لأن الشيطان يتخلى مرغما
على أصحابه فيقتلون , وكان في زمن ابن تيمية رحمه الله تعالى , رجل يدعي الولاية
ويطيرفي السماء , ويسمع الناس حديثه مع غيره في الهواء , فأجله خلق كثير,
وأحضروا الذبائح والهدايا , فكان يأمرهم بخنق الذبائح بدل ذبحها , فعلم ابن تيمية
أنه من أولياء الشيطان , وأن الشيطان هو الذي يرفعه الى الهواء ,ولقد حكى لي
صديق رحمه الله تعالى , أنه رأى مرة صديقل له يطير في السماء , فقال : هذا من
الأولياء , فخطب ابنته لولده ,فضربها مرة فدعا عليه , فضربها مرة أخرى فماتت ,
فهو الان في السجن بعد أن حكم عليه بالمؤبد , ولعل هذا من الأولياء رحمه الله
تعالى ...
وبما أن إبليس له أتباع ومعينون من ذريته , فقد طرق كل باب , وخالفه المتقون ,
واتبعه الضالون من القتلة والزناة , واللوطية وغيرهم , ولم ينج منه عالم ولا أمي ,
كصاحب زيدان الذي ادعى أنه المهدي وهو فقيه , ومن العلماء من حرض على
سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم , ومنهم من جوزالقتال بين المسلمين ,
ومنهم من خالف شرع الله تعالى باسم حقوق الإنسان , ناسيا حق الله تعالى ,
وإن البعض يعجب كيف وقع السيد آدم عليه السلام في المخالفة , وهو
يقع فيها صباح مساء....ولقد دفع الشيطان ببعض الملوك والرؤساء كذلك
الى المعصية , واتباع نهج الدكتاتورية في حكمه , بل إن فرعون ادعى
الألوهية , رغم أنه رأى برهان ربه تعالى على يد سيدنا موسى عليه السلام ,
عندما قلب العصا حية بقدرة الله تعالى , وعندما انتصرعلى من تحدثت بقدرته
السحرية الركبان ,ولقد اتخذ إبليس عرشا على البحر, واتخذ جندا من ذريته ,
يستعملون كل أساليب الإغراء والحيل , ليضلوا النساء والرجال ,ويدفعون
بالناس الى الصراعات , ويدفعون بالدول الى الحروب , ويسيرون بالكل نحو
معصية الله تعالى , لينطفئ نورالهداية , ويكون سكان الجحيم أكثرمن سكان
الجنة ...لهذا فالشيطان سياسي محنك فاحذروه.
عبداللطيف سراج الدين


شكرا لك ولمرورك