الإصلاح بين الإخوة جهاد:
إن من العمل الصالح الإصلاح بين المتخاصمين ’ ومن الجهاد المقدس ’
الجهاد لإطفاء نار الحرب بين المسلمين , وهو من الجهاد المأموربه
شرعا , قال الله تعالى : "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا , فأصلحوا
بينهما , فان بغت إحداهما على الاخرى , فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى
امر الله". (الحجرات: 9) , ويفهم من أمرالله تعالى :أن المراد به هو واجب
طاعة أولي الأمر, وواجب المحافظة على نظام الأمة , وأمانها واستقرارأهلها.
وهوواجب عيني , ينبغي تحقيقه على أرض الله تعالى , ومن رفضه أجبر
عليه,ولعله واجب لا على المسلمين فحسب , وإنما على البشرية جمعاء ,
فقد هيانا الله تعالى بقوله الكريم:"يا أيها الناس , إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ,
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". فلا بد من
ربط مواثق وعهود بين الدول الحديثة , والتعاون على أمنها واستقرارها ,
والقيام بحق الله تعالى , من تناصح , وتعاون على ما يرضي الله تعالى ,
ويرضي رسله عليهم السلام , لأن الإنسان ليس وليد الصدفة , وإنما
هومخلوق للقيام بواجب ديني , من ضيعه دخل النار...
وبما أن الغرض من جهاد الفرقة الباغية هوالإصلاح بين الأخوين , فعـلى
سائرطوائف المتحاربين في اليمن , أن يفرحوا بهذا التحرك المبارك ,
الذي قد يصلح بين آخرين , بنفس الأسلوب , بد ل أن يصعدوا الحرب ,
ويكلفوا الأمة مزيدا من الخسائرالبشرية , والاقتصادية , وعلى من
يقوم بالتحريش بين الإخوة ليصبوا الزيت على النار, أن يتقوا نقمة
الجبارتعالى الذي يقول :" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ
خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" وعن نَوْف -وهو البكالي، وكان ممن
يقرأ الكتب -قال: إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل:
قَوم يحتالون على الدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمَرّ
من الصّبرِ، يلبسون للناس (3) مُسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب.
يقول الله تعالى : فعليّ يجترئون! وبي يغتَرون! حلفت بنفسي لأبعثن عليهم
فتنة تترك الحليم فيها (4) حيران. قال القرظي: تدبرتها في القرآن، فإذا
هم المنافقون، فوجد تها: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } الآية . قلت ويلحق بهذا قول الله تعالى :" وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ
الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ
جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) " أما الصالحون ففيهم نزل قول الله تعالى:
"وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ", يخافون على الإسلام
والمسلمين , وعلى قوة الأمة وتماسك بنيانها ...فيساهمون في استقرارها ,
وأمنها , ورفاهية أبنائها بما استطاعوا من إيواء , وإطعام , وتأمين ...قال
تعالى :" ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ". وقال تعالى :"فإن فاءت
فأصلحوا بينهما بالعدل , وأقسطوا, إن الله يحب المقسطين . إنما المؤمنون
إخوة , فأصلحوا بين أخويكم , واتقوا الله لعلكم ترحمون ". هكذا يقام
دين الله تعالى , ويكون المقصود بالعمل وجه الله تعالى , لا دنيا يصيبها .
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء