نظرة جديدة إلى العقيدة

الكون أو الفضاء الكوني هو  الزمان والمكان اللذان نعيش فيهما، بما في ذلك الأقمار والكواكب الصغيرة، والنجوم والمجرات ومحتويات الفضاء الخارجي بين المجرات، ومجمل الطاقة والمادة الموجودة في هذا الكون..وقد تكون هناك أطنان أخرى عرفها البعض

 بالعوالم المتعددة أو الأكوان المتعددة بين قسموهاالى

كون معروف ومشاهد ومرئي وقد تقاس  بطرق رصد مختلفة. فما نراه بالعين نراه عند رؤية الضوء، وطيف الضوء ما هو إلا نطاق ضيق من النطاق الكبير للموجات الكهرومغناطيسية. لهذا يقوم علماء الفلك ببناء أجهزة رصد «ترى» في نطاق الأشعة تحت الحمراء، ومراصد أخرى «ترى» الأشعة السينية، وأخرى ترصد أشعة فوق البنفسجية، وأجهزة ترصد أشعة غاما. عندما تتطابق جميع تلك الصور على بعضها البعض تكتمل رؤيانا للكون وما فيه من نجوم ومجرات وانفجارات في هيئة مستعرات عظمى وعجائب أخرى.

وبناء على بعض نتائج بحث أصحاب هذا الميدان ذهبوا بعيدا عن الحقيقة العلمية الصحيحة،المستمدة من الوحي الشريف..قالوا: بدأ تكون الكون بانفجار عظيم حدث منذ نحو 13.7 مليار سنة. ويعتقد العلماء أن مع هذا الانفجار من نقطة صغيرة جدا بدأ الزمن وبدأ المكان أي بدأ الوجود. كما يعتقد العلماء أن هذا الانفجار العظيم قد تبعته مرحلة تسمى التوسع الكوني...وان هناك قوة غامضة.سموها طاقة مظلمة؛تتحكم في هذه التكوينات والتحولات الكونية.. ويعتبرون أن نظرية الانفجارالكوني سبب تمددالكون قائلين:حسب نظرية الانفجار العظيم نشأ الكون من حالة كثيفة وحارة جدا ثم بدأ بالتمدد والتوسع دافعاً المجرات بعيداً عن بعضها...

المناقشة:

لقدظهرت نظرية الانفجار،ودرست بالمدارس،وكانوا

يقولون لنا:انفجرت الشمس وكانت عليها مواد ذائبة

نظرا لارتفاع الحرارة..ونتج عن هذاالانفجارتكون الأرض

التي انفصلت وهي سائل،ثم بردت بالتدريج وتكونت قشرتها بعد مرورالزمان..قلنا هذا تحليل خاطئ...لانه

إذا كان سائلا كما تقولون فسيهبط على شكل عمود.. والأرض دائرية..وهكذا فشلت هذه النظرية وظهرت نحوسبع نظريات أخرى،كل واحدة تضرب الأخرى... فتبين انها كلهاخاطئة... ذلك أن الكون منظم بشكل جيد،ومرتب ترتيبا رائعا بقدرة خالق أطاعه كل موجود، وليس هو تلك الظلمة التي تخيلوها ،تهربا من الاعتراف بالحقيقة التي هي وجود الله عزوجل..بل هو الذي يقول سبحانه وتعالى للشيء يريده كن فيكون.وهوالذي

خلق مادة الكون وجعلها رتقا،ثم قام بفتقها_ هذا الفتق الذي ظنوه انفجارا_ثم كون من هذا المفتوق السماوات

والأرض وما عليها من حياة وأسباب الحياة..وفي ذلك

يقول سبحانه وتعالى:"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء (30) وخلق الملائكة والعرش،ثم جلس على عرشه بقدرته كما شاء،

فوق السماوات السبع،وليس كما ظن البعض أنه لا يوجد

داخل العالم ولا خارجه...بل هو موجود على عرشه فوق

سبع سماوات...وتعرج الملائكة إليه في مسافة حددها

سبحانه بنفسه فقال:" تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة".ولعل ذلك بعد توسيع الكون..وبين أن عرشه محمول على ملائكة كرام ، وفي ذلك يقول سبحانه:"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ "غافر (7)فهم حملة العرش،وعابدون لله تعالى

بالتسبيح،ومستغفرون برحمة الله عزوجل لمن في الأرض..ثم بين في موضع آخر أنه الخالق لكل شيء، والمدبر للكون،وأنه بقدرته نظم هذا الوجود في مدة لا تتجاوز ستة أيام رغم اتساعه وعظمته فقال سبحانه :"

إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ، يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ، يَطْلُبُهُ حَثِيثًا، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ، ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ." الأعراف (54)

فهو سبحانه الأول ليس مسبوقة بمادة،فلا قديم إلا هو

تبارك وتعالى وقدبين هذا في سورة المعارج فقال سبحانه وتعالى:"وما نحن بمسبوقين".

..وهو الذي يقول لما بريدكن فيكون..ولقد

 وكان الكون مظلومافأمرالشمس بالتكون فتكونت.. فاضاءت الكون..وجعل الأرض صالحة للزراعة؛والسماء صالحة لإمدادها بالغيث وجعل الدورة الفلكية ينتج عنها تكون الليل والنهار،وأعطى الإنسان صبرا وقدرة على التحرك وكسب قوته بالنهارليستريح بالليل...وعلمه كيف ينظم عبادته فيهما..ووعدنا الله تعالى بأن يوسع الكون منذ زمن نزول القرآن الكريم فقال سبحانه:" والسماء بنيناها بأيد وإنالموسعون" هنا نطرح السؤال: ماذا خلق الله عزوجل اولا؟نجد الجواب في الإنجيل في كتاب التكوين كالآتي:" فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.

2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.

3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.

4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ.

5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.."

هذا النص قد يكون مما سلم من التحريف،ونستفيدمنه:

أن الله تعالى خلق السماوات والأرض،بإرادته المباركة؛

ولم يتكون نتيجة انفجاركوني كما يظن البعض وهو على كل حال أحسن وأفيد من قول الفلاسفة الضالين المصلين أصحاب نظرية الانفجار..كمانفهم من النص أنه كانت هناك كمية هائلة من المياه، وكانت روح الله تعالى ترف على وجه هذه المياه..وكان كل شيء واضحا بالنسبة إلى الله عز وجل،لانه لا يحتاج إلى نور ليبصر.. ولكنه اراد ان يخلق خلقا هم في حاجة إلى نور يبدد ظلمة الكون..فامرسبحان أن يتكون نور فوجد النور بسرعة..وخلق سبحانه أسباب وجود ليل ونهار ينظمان

الحياة على الارض..قال سبحانه وتعالى:"فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ (96) وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (97) وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ (98) وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ نَبَاتَ كُلِّ شَيۡءٖ فَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهُ خَضِرٗا نُّخۡرِجُ مِنۡهُ حَبّٗا مُّتَرَاكِبٗا وَمِنَ ٱلنَّخۡلِ مِن طَلۡعِهَا قِنۡوَانٞ دَانِيَةٞ وَجَنَّٰتٖ مِّنۡ أَعۡنَابٖ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشۡتَبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍۗ ٱنظُرُوٓاْ إِلَىٰ ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَيَنۡعِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ (99)  وَجَعَلُواْ  لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُۥ بَنِينَ وَبَنَٰتِۭ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ (101) ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ (102) لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (103) قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ (104) الانعام..هذا التوضيح العظيم،والبيان الكريم ،

لا يستطيع قوله بهذا الوضوح،والسياق العذب،والنظام

الرائع إلامالك الكون والبيان جل جلاله..وهو كذلك متضمن لرد على أنصارنظرية البيض ومديرية الانفجار،

وتحذيرلمن لا يؤمن بالله تعالى،ولا يؤمن بالرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،ولايدين بدين الإسلام،وحمل كل واحد المسؤولية إذا هو ياربي طريق

الجحيم..لأنه من اختارالحانة سيكون في العالم الآخر

غيرمسموع الدعاء؛رغم أن النيران تباغته من كل ناحية،

فتحطم نسيجه الضعيف،ثم يعاد تكوينه من جديد ليجد

الماجديدا،وعذابامستمرا...  

الآن نرجع إلى استواء الله تعالى على عرشه فأقول:

إنه استواء لا نعلم كيف هو،ولكن إذا وظفنا منهج القدرة

قلنا: إنه سبحانه قادر على الجلوس ،قادر على النزول إلى السماء الدنيا كل ليلة كما جاء في الحديث الشريف، الذي يقول فيه الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم:"

ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا،حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟، من يستغفرني فأغفر له؟فهو

سبحانه قادر على التحرك من مكان إلى مكان..ولا يصح

لنا أن نؤول هذا النزول بمعنى آخر..كذلك الجلوس

ومحاولة العبيدلقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :

إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه وستره من الناس ويقرره بذنوبه فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه ; وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ."وهو

حديث رواه الشيخان وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رحمه الله تعالى. فكما قلت:إن الله تعالى قادر

على ما يريد..وهذا الحديث بين لنا أنه سبحانه يجلس

على عرشه،ويلبس ما يلبس العباد متى شاء..ومن أنكر

هذا أنكرقدرة الله تعالى،وأنكركلام الرسول عليه الصلاة والسلام،وكان كبار الصحابة يعتقدون أن الله تعالى جالس على عرشه،يستفاد ذلك من قول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها في حديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى 

"وايم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت - يعني عثمان رضي الله عنه - ولكن علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله ."وفي رواية عن ابن عباس من كتاب

لمحات الأنوار وري الظمآن لمعرفة ما ورد في ثواب قارئ القرآن قال: باب ما جاء فيمن قرأ مائة آية من القرآن، ثم رفع يديه ودعا بهذا الدعاء فإن الله يستجيب له١٨٦- ((ص)): عن ابن عباس رضي الله عنه قال: من قرأ مائة آيةٍ من القرآن، ثم رفع يديه فقال: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وتعالى،  سبحانه وهو العلي العظيم، سبحانه في سمواته وأرضه، وسبحانه في الأرضيين السفلى، وسبحانه فوق عرشه العظيم، وسبحانه وبحمده حمداً لا ينفد ولا يبلى، حمداً يبلغ رضاه، ولا يبلغ منتهاه، حمداً لا يحصى عدده، ولا ينتهي أمده، ولا يردك صفته، سبحانه ما أحصي علمه، ومداد كلماته، لا إله إلا الله قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، واحداً فرداً صمداً، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً جليلاً عظيماً علياً، قاهراً عالماً جباراً، أهل الكبرياء والعلا والآلاء والنعماء، والحمد لله رب العالمين، اللهم خلقتني ولم أك شيئاً مذكوراً، فلك الحمد، وجعلتني ذكراً سوياً، فلك الحمد، وجعلتني لا أحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء عجلته، فأسألك من الخير كله عاجله وآجله. ما علمت منه وما لم أعلم.

اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني.

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ماضٍ في حكمك عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تصلي على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، وأن تجعل القرآن نور بصري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب غمي وهمي، إنك على كل شيءٍ قديرٌ." على كل حال بقولنا قادر على

كل شيء لا يتركنا نقع في المحظورولا ينافي كونه تعالى مخالفالعباده،لانه لا أحد يقول للشيء كن فيكون، إلا هو جل جلاله ،ولا احد يعلم الغيب إلاهو، ولا احد يشاركه في ملكه،ولا أحد يعلم ما في ضمائر الخلق إلا هو..إلى غير ذلك من الكماليات الإلهية؛فهو تعالى

قادر على أن يكون في أي صورة شاء،وقادر على أن

يكون في أي مكان شاء...بقدرته غير المحدودة؛كما أنه

قادر على التكلم بأي لغة شاء؛بعكس ما تصور من قال

إن كلامه ليس بحرف ولاصوت؛وأنه ليس داخل العالم

ولا خارجه..هذا كلام لا يقبله العقل..فهو سبحانه موجود وله عرش..ويظهر أن العرش.خلق قبل الكرسي..لهذا قد يكون ما روي عن ابن عباس.رضي الله تعالى عنه من كون الكرسي موضع قدمي الله تعالى،محتملا للصحة.. ولكنه ليس دائما،فالله تعالى.قد يتنقل من العرش إلى الكرسي كما يستفاد من بعض.الأحاديث، فقد جاء في حديث حسن عن جابر رضي الله تعالى عنه قال:لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة البحر قال: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ قال فتية منهم بلى: يا رسول الله بينا نحن جلوس، مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء؛ فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غدار إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا.قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت صدقت كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم". فهنا الله تعالى يترك العرش ويأتي إلى الكرسي..وفي الحديث الصحيح الآتي دليل على هذا الكلام،فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء؛ قال وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى  الكرسي ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يتولون ويعبدون في الدنيا؟أليس ذلك عدلا من ربكم؟ قالوا: بلى. فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا. قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون .قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير؛ ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته. قال: فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟! قال فيقولون إن لنا إلها ما رأيناه بعد . فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه. قال فيقول ما هي فيقولون يكشف عن ساقه فعند ذلك يكشف عن ساقه، فيخر كل من كان لظهره طبق ساجدا؛ ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم،ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك؛ ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه،يضيء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدمه قدم وإذا أطفىء قام.قال:والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر بهم إلى النار فيبقى أثره كحد السيف دحض مزلة ؛ قال فيقول: مروا فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق؛ ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس؛ ومنهم من يمر كشد الرجل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه، تخر يد، وتعلق يد، وتخر رجل، وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص.. فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ أنجاني منها بعد إذ رأيتها . قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل، فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم؛ فيرى ما في الجنة من خلال الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله له: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟! فيقول رب اجعل بيني وبينها حجابا حتى لا أسمع حسيسها. قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم فيقول: رب أعطني ذلك المنزل فيقول لعلك إن أعطيته تسأل غيره. فيقول لا وعزتك لا أسأل غيره، وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم. قال: رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له: لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك وأي منزل أحسن منه. فيعطاه فينزله ثم يسكت . فيقول الله جل ذكره ما لك لا تسأل؟! فيقول رب قد سألتك حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟! فيضحك الرب عز وجل من قوله .قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من الحديث ضحك.فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن،قد سمعتك تحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت ؟! فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه. قال: فيقول الرب جل ذكره: لا ولكني على ذلك قادر فيقول ألحقني بالناس، فيقول الحق بالناس. قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا، فيقول له: ارفع رأسك ما لك؟ فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك. قال ثم يأتي رجلا فيتهيأ للسجود له، فيقال له:مه. فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول: إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك، تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه . قال فينطلق أمامه حتى يفتح له باب القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلافها ومفاتيحها منها، يستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا،كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة،كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى؛ في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك. فيقول لها: والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا!!وتقول له وأنت لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا. فيقال له أشرف أشرف. فيشرف، فيقال له ملكك مسيرة مائة عام،ينفذه بصرك.قال: فقال له عمر: ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا، فكيف أعلاهم؟قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. فذكر الحديث رواه ابن أبي الدنيا والطبراني من طرق أحدها صحيح واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد".

قلت:هذا خيركثيروالحمدلله تعالى..كما نستفيد من هذا

الخبرالسار،أن الله تعالى يخاطب عبده بكلام مفهوم ،

وصوت مبارعظيم،وأنه سبحانه وتعالى يجلس على

كرسيه مرة، وعلى عرشه مرة..ولعل الله تعالى خلق 

الكرسي مخالفا للعرش، إذ جعل فيه موضعا لقدميه 

كما جعله قابلا ليكون محل جلوس الرب تعالى ..ولا عجب فالله تعالى قادر على فعل ما ير يد،وهو في كل هذا ليس كمثله شيء..ومن الأدلة على بطلان نظريتي

الانفجاروالفيض:هذا النظام البديع الذي يتمتع به الكون

وشكله الجميل؛يتوسط بعض مناطقه قمررائع،دافئ

الضوء،يستخدمونه من انعكاس ضوء الشمس على

مادته التي بفضل هذا الانعكاس،وبتقديرإلهي يصبح

مزدوج الإمتاع،فشكله عندتمامه رائع ابيض،ترتاح له

العين،فيكون راحة نفسية وسط سكون الليل..هذا إلى

جانب ضيائه المميز..وله فائدة تاريخية عظيمة الدلالة

على القرآن من كلام الله عزوجل.ذلك أنه يتضمن نظرية

لم تكن معروفة زمن نزوله وحياعلى سيدالمرسلين، عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم؛وهي نظرية

كون القمر يضاء بنورالشمس..قال الله عز وجل:"وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ".نوح (16) فالشمس هي السراج المضيء،أما القمر فهو مجردعاكس

أي أن نوره هو النور الذي جاء من السراج..هذا في

سورة نوح عليه السلام،وجاء نفس المعنى في سورة

الفرقان التي يقول فيها الله تعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ".

الفرقان  61.

التالي
هذا أحدث موضوع
شكرا لك ولمرورك