مع صبحي الصالح:
مناهج تصفية الحديث:
دقة تصفية ما بلغنا من حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم،رغم المشككين والمعاندين والمارقين:
عن هذه التصفية يحدثناالعلامة صبحي الصالح رحمه الله تعالى،بما ملخصه:
علم الحديث من أشرف العلوم،بدأالتأليف فيه منذ عهد
الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن دون منهج،أي دون
طريقة علمية متبعة في التأليف_ لعله يقصد من المناهج التي عرفت من بعد_وإلا فهم مؤلفون بطريقتهم الخاصة،ولقدبدأالتأليف الممنهج مع ظهور كتاب الموطأ الذي ألفه الإمام مالك ؛وبعده جاء صحيحا البخاري ومسلم رضي الله تعالى عنهم جميعا.ثم جاءت المسانيد ثم الصحاح،ثم السنن الأربعة،ثم كتب القرن الرابع والخامس الهجريين.وفي موضع آخر قال بأن بداية التأليف الممنهج مختلف فيهاكالآتي:قال البعض بدأ التأليف في الحديث منذ زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كما قلت سابقا،وقال آخرون لم يبدأحتى زمن التابعين.كمااختلفوافي أول من ألف فيه،فقيل:
ابن جريج رحمه الله تعالى هو أول من ألف في الإسلام
وقيل مالك بن أنس صاحب الموطأ رضي الله تعالى عنه،وقيل الربيع بن صبيح..ثم جاء البخاري ومسلم والدارمي، وابو داود،والنسائي،وابن ماجة،وأحمدرضي الله تعالى عنهم جميعا؛وكان لكل واحد منهم طريقة ومنهج.
مناهج علم الحديث واختصاصاتها:
مناهجه كثيرة،منها: منهج مصطلح الحديث،ومنهج
أصول الحديق،ومنهج علم الحدبث،ومنهج الجرح
والتعديل،ومنهج فقه الحديث؛ومنهج رواة الحديث إلى
غير ذلك.ومنهم من دون الحديث ليحفظ لفظه، وتستخرج أحكامه كما فعل ابوداودالطيالسي رحمه الله تعالى. ومنهم من أثبت الأحاديث في مسانيد رواتها،فذكرمثلا مسندأبي بكروأثبت فيه كل ما رواه.عنه.ثم ذكر مسند عمركمافعل الإمام أحمد بن حنبل والحميدي رضي الله تعالى عنهم جميعا.ومنهم من جمع المتون التي تضمنت ألفاظا غريبة ومعاني مشكلة، فشرحها شرحالغويا،وأعربت ولم يبين ما بها من أحكام فقهية، كما فعل ابوعبيدالقاسم بن سلام،ومحمد بن قتيبة رضي الله تعالى عنهما.ومنهم من رتب على أبواب فقهية ككتاب الصلاة..ومنهم من ذكر الأحكام وآراء الفقهاء كما فعل الخطابي في معالم السنن رحمه الله تعالى. ومنهم من ذكرالغريب دون متن الحديث،كما فعل ابوعبيد أحمدالهروي..ومنهم من اقتصر على أحاديث الترغيب والترهيب وبعض أحاديث الاحكام،كما فعل ابومحمدالشيخ البغوي في المصابيح رحمه الله تعالى .
وهناك تقسيم آخرلمناهج الحديث الشريف باعتبارات متعددة منها:
1_ مناهج العموم ،ذلك أن هناك مناهج عامة اتبعها جميع المحدثين،فهي مشتركة بينهم،اتبعوها في تحمل الحديث وكتابته وغير ذلك..
2_ مناهج الخواص،هي تلك الشروط التي وضعهاكل
مؤلف ليحقق في الأسانيد والمتون التي أوردها في
كتابه.
3_ منهج التقديم والتأخير:بما أن المتقدمين كانت أسانيدهم قصيرة،فقداعتمدوا طرقا تناسب قصر
أسانيدهم،ليزدادضبطهم.بينما سارالمتاخرون على
مناهج مغايرة،تتوافق مع طول أسانيدهم،وقلة الضبط.
4_ التشدد والتساهل: أئمة الحديث لم يتفقوا على
منهج واحد في التصنيف وفي الحكم على الرواة
بالضبط والعدالة،فمنهم من تشدد،ومنهم من اعتدل،
ومنهم من تساهل.ونظرا لهذه المجهودات الكبيرة،فقد
ألف البعض في الثناء على هذه المجهودات واصفا
أصحابها بالمفكرين والمبدعين،ذوي الملكات الخاصة
التي مكنتهم من ابتكارفنون وطرق لتصفية الحديث
وتمييزضعيفه من سقيمه.
فوائدهذه المناهج الحديثية ستة:
1_ طريقتهم في اختيارالحديث وترتيبه زمناومكانا،
مبينين لناالناسخ من المنسوخ،والراجل من المرجوح،
وطرق الجمع بين الأحاديث المتعارضة،وشرح الغريب
منها،كماتمكننا من مقارنة الروايات بعضها ببعض،وتمكننا
من تمييزالمدرج في الحديث من نص الحديث.
2_ وبها نميز بين الرواة لنعرف المتشدد والمتساهل،
فمثلا ما يصححه ابن حبان لايصححه البخاري، وما
يصحح الحاكم لايصححه الذهبي وغيره..وهكذا.
3_ بها نعرف طرق تحمل الحديث،سماعا أوعرضااو
إجازة أو وجادة..وهذا يفيد في التمييز بين المنقطع
والمتصل وغيرهما.
4_ معرفة مكانة ومنزلة المؤلفين،ومابذلوه من مجهود
في رواية الحديث ونقده..
5_ تفيدنا في طرق التصنيف،وتخريج الأحاديث،كما
يعيننا في تحقيق المخطوطات الحديثة..
6_ تمييزالفكرالعلمي والمنهجي،وصقل مهارة الباحثين،
وإيجاد روح الإبداع والرغبة في التطوير وفق أسس
علمية مدروسة،ومنهج دقيقة.
شروط قبول الحديث خمسة:
1_ أن يكون السندمتصلا 2_ أن يكون الراوي عدلا
لا يكذب 3_ أن يكون الراوي ضابطا لما يرويه _
4 ألا يكون في الحديث شذوذ 5_ أن يكون الحديث
خاليا من العلة.
أقسام علم الحديث:
1_ علم الحديث قسمان،علم الحديث دراية،بحيث يكون الراوي له دراية وعلم فيعطي رأيه ويرد أو يقبل..وهذا القسم يسمى:مصطلح الحديث.
2_ علم الحديث رواية،وهوعلم يتعلق بما يرويه الراوي
عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم،او عن الصحابي..
وبهذا يكون علم الحديث مهتما بالمتن والسند
معا.وبسبب السندفرق العلماء بين الصحيح والحسن
والضعيف والمكذوب أوالموضوع.كذلك وضعوا
شروطاوصفات لابد أن تتحقق في المتن والراوي ليمكن
قبول الحديث.
أنواع الحديث الصحيح خمسة عند بعض العلماء:
1_ المتواتر2_المتفق عليه3_ الصحيح الغريب4_
المشهور5_ الصحيح لذاته.
وهناك من يقسمه إلى قسمين:1_ الصحيح لذاته وهو ما اشتمل على أعلى صفات القبول 2_ الصحيح لغيره وهو
مالم يتوفر على أعلى صفات القبول،وإنماصحح بسبب
خارج عنه،كأن يكون راويه غيرتام الضبط فيعضد
بحديث آخر مثله فيرقى إلى درجة صحيح.
وهناك من قسم الصحيح إلى سبعة أقسام كالآتي:
1_المتفق عليه وهومااخرجه البخاري ومسلم 2_ ما
انفرد به البخاري 3 ما انفرد به مسلم 4 ماكان على
شرطهما 5_ ماكان على شرط البخاري 6_ ما كان على
شرط مسلم 7_ ما صححه غيرهما من الأئمة.
أنواع الحديث الحسن:
نوعان هما1_ الحسن الصحيح وهو ما كان رواته تتوفر فيهم
شروط الراوي العدل وبينهم واحد عدل ولكنه أقل ضبطا.
2_والحسن الغريب.والغريب هو ما انفرد بروايته
شخص واحد،سواء كان صحابيااوغيرصحابي.
أنواع الضعيف:
الضعيف هو الذي فقد شرطاأوأكثرمن شروط الحديث
المقبول.وهوانواع كثيرة يمكن ردها إلى قسمين هما:
أ_ ضعيف بسبب عدم الاتصال،وتندرج تحته أنواع هي:
1_ المعلق 2_ المنقطع 3_ المعضل 4_ المرسل 5_
المدلس.
ب_ سبب الضعف الثاني هو صفة قادحة في الراوي ،
وتندرج تحت هذا القيم القاب هي؛1_المجهول2_اللين
3_ المقلوب 4_ المصحف 5_ المدرج 6_ الشاذ 7_
المعلل 8_ المضطرب 9_ المنكر 10_ الموضوع..وبهذا
يكون صبحي الصالح رحمه الله تعالى جعل الموضوع
من الضعيف،والعلماء يقولون بأن الموضوع مكذوب
وليس حديثاضعيفا..
وهناك من قسم الضعيف إلى متروك،وهومااشتهرراويه
بالكذب،او اتهم في ديانته،أوانه يجاهربفسقه..
وهناك تقسيم آخرللضعيف هو 1_ ضعيف 2_ ضعيف
جدا 3_ واه 4_منكر 5_ موضوع وهو ما اشتد فيه سبب الضعف .
وهناك من يقسم الضعيف إلى قسمين:1_ ما حسنه الترمذي وبعض المحدثين المتساهلين. 2_ الضعيف الذي لا تقوم به الحجة.
تنبيه:
الضعيف قيل يعمل به إن وافق حديثا صحيحا،وقيل لا
يعمل به. وجمهورالعلماء رفضه في مجال العقيدة والاحكام،وأقاموا العمل به في باب فضائل الأعمال
والأخلاق وفق شروط هي:1_ألا يكون شديد الضعف،
2_وأن يردمعناه في حديث صحيح 3_ وأن يعمل به
احتياطا.
تنبيه:
بعض خوارم المروءة التي كان يرد بها البعض الحديث
لم تعد قادحة عند البعض في عصرناالحديث،مثل الاكل
في السوق أوالشارع..وكذلك اللباس العصري،فقد كان
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يلبس جبة رومية
كما جاء في حديث حسن صحيح أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :" كان يلبس حبة رومية ضيقة الكمين".
وكذلك تعرية الرأس،فقد كان علماء الأندلس رغم مكانتهم العلمية يتلقون ورؤوسهم عارية ولايردحديثهم.
وإلى هذا اشاررئيس المجلس العلمي بتطوان في جلسة ليلة:21/8/2022م
تعاريف بكتب الحديث:
1_ الجامع هومااشتمل على ثمانية أبواب من أبواب
الدين على الاقل،ومن الجوامع صحيحا البخاري ومسلم
رضي الله تعالى عنهما..وهناك كتب اشتملت على باب
واحد..ومن الجوامع ما رتب على مواضيع كثيرة مثل:
كتاب الصلاة،وكتاب الصوم،وفضائل الصحابة،وفضائل
الأيام والشهور،وفضائل المغازي...
2_ الزوائد:كتب حديثية زيدفيهاعلى ما في كتب الحديث الخمسة،ومن هذه الزوائدالجامع وغيرالجامع، والجامع ككتاب الهيثمي رحمه الله تعالى،
3_ السنن:كتب حديثية رتبت على أبواب فقهية،ولا
يوجد فيهاإلاأحاديث الأحكام،ومن مميزاتهاكذلك أنها
تشتمل على الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم،وقل أن تجدفيهاحديثاموقوفا أو مقطوعا.
4_ المتون:متون الحديث وجدمنهافي عهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم،نحوأربعة آلاف متنا،وإذاسمعت
الناس يقولون:فلان يحفظ مائة ألف حديث،فإنهم
يقصدون أنه يحفظ هذه الأربعة آلاف بطرق كثيرة...
تنبيهات:
ابن خزيمة رضي الله تعالى عنه أخرج الحديث الصحيح
فقط،ولكنه حسب صبحي الصالح رحمهما الله تعالى متساهل،أي في الحكم على الحديث.
وبعض العلماء يسمي كتب السنة صحاحاوهي ليست
من الصحاح،لوجودالحديث الضعيف فيها
المعاجم ليست كتباأصيلة ككتاب : الجامع الصغير الذي
ألفه الإمام السيوطي رحمه الله تعالى.ومثله كشف
الخفاللعجلوني رحمه الله تعالى،والمقاصدالحسنية للسخاوي رضي الله تعالى عنه. وقد تكون مرتبة على الترتيب الحرفي.
والترتيب على المسانيدأصعب من الترتيب على المواضيع الفقهية..والله تعالى أعلم.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء