مدارس ورؤى
تأليف:
عبداللطيف سراج الدين
المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم,وسلام على الأنبياء والمرسلين,وعلى أتباعهم المؤمنين...وبالله
تعالى أستعين في الكلام على بعض مدارس العونات, وبعض رؤى الصالحين للنبي عليه
الصلاة والسلام.مبتدئا بالكلام على نظرية
الإسلام في الأحلام.ذلك أن الإسلام جاء بنظرية واضحة,تبين لنا أشكال
الرؤياالمنامية..التي تعد سرا من أسرارالله تعالى في الكون,وقد تكون عبرة وأجمل
ذكرى,عندما يراها الشخص أوترى له,وتتحقق أمام عينيه كما رآها..كما حكى لي صديق
كريم,أصبح فيما بعدرئيس محكمة, ثم قاضيا بالمجلس الأعلى للقضاء.والذي يحتفظ برؤيا
تحققت كما رآها دون نقص أوزيادة,أمد الله تعالى في عمره..ذلك أن الرؤى حسب إخبار النبي
عليه الصلاة والسلام ,ثلاثة أشكال يقول فيها في حديث صححه الشيخ الألباني رحمه
الله تعالى:الرؤيا ثلاث ,فالبشرى من الله,وحديث النفس,وتخويف من الشيطان.فإذا رأى
أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء,وإذا رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد,وليقم
يصلي.وفي حديث صححه نفس الشيخ:إن الرؤيا تقع على ما تعبر,ومثل ذلك مثل رجل رفع
رجله,فهو ينتظرمتى يضعها.فإذارأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أوعالما.وفي
الصحيح كذلك قال عليه الصلاة والسلام:إذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه,فليذكرها
وليفسرها,وإذا رأى أحدكم الرؤيا تسوءه فلا يذكرها ولا يفسرها.وقال عليه الصلاة
والسلام,إذارأى أحدكم رؤيا يكرهها,فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثا,وليسأل الله من
خيرها,وليتعوذ من شرها. وهي كذلك بشرى يبشر
بها الصالحون,سواء رأوها أوريئت لهم,ففي الحديث الصحيح:لم يبق من النبوة إلا
المبشرات,الرؤيا الصالحة.وفي حديث حسن:هي الرؤيا الصالحة,يراها العبدأوترى له.يعني
البشرى في الحياة الدنيا...وفي حديث صحيح :بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة.ما أن
الرؤيا الصالحة تدل على صلاح الرائي,فهي جزء من النبوة,ولكنها إما جزء من خمسة
وعشرين جزءا من النبوة,وفي الحديث الصحيح:الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة. وإما جزء من أربعين جزءا من النبوة,وفي الصحيح:رؤيا المؤمن
جزء من أربعين جزءا من النبوة...وإما ستة وأربعين جزءا من النبوة,وفي الحديث
الصحيح:ومنهاجزء من ستة
2
وأربعين
جزءا من النبوة.وإما جزء من سبعين جزءا من النبوة,وفي الحديث الصحيح:رؤيا المسلم
الصالح,جزء من سبعين جزءامن النبوة. ذلك والله تعالى أعلم يكون حسب صلاح
العبد,ومدى استقامته,وتطبيقه لدين الله عزوجل.
قال بعض من
أخذ من الحديث السابق :
:الرؤيا
ثلاثة أنواع
النوع الأول
: هي الرؤيا
الصالحة أو الطيبة أو الحسنة وهي رؤيا من الله عز و جل و تكون بشرى أو إنذار
ويندرج تحت هذا النوع أنواع كثيرة منها الرؤيا الصادقة الظاهرة التي تقع على
ظاهرها والرؤيا المبشرة والرؤيا المنذرة
النوع الثاني:
: فهو الرؤيا السيئة أو الرؤيا الشيطانية أو الرؤيا المحزنة وهي رؤيا
تحزن الإنسان، و يطلق عليها الكابوس أيضاً، فيرى الإنسان في منامه أشياء مفزعة
تزعجه، و لا يكون لهذا النوع من الرؤى أية معاني واقعية يمكن تفسيرها مطلقاً
: النوع الثالث
: فهو أضغاث الأحلام هي الأحلام المختلطة، العشوائية،
غير المنتظمة، التي ليس لها سياق واضح، فهي تفريغ لأحاسيس الإنسان وانعكاس لمشاعره
وآلامه وآماله ومخاوفه وعقده النفسية وأفكاره الشاغلة وغير هذا من خبايا العقل
الباطن، و لا يتذكرها الإنسان كثيراً ولا يكون لها عادة تأثير كبير على حالته
المزاجية وهي أشبه بالتخاريف.. ولقد أوصلها البعض الى
سبعة أنواع أو ثمانية...حسب مرض الجهاز الهضمي,وما يتسبب في أضغاث الأحلام.وهذاهوالقسيم
الصواب,أما تقسيم الملاحدة فلا معول عليه...إنهم يردون كل أشكال الرؤيا الى حديث
النفس...
3
وإني لم
أتتبع كل الرؤى التي رأى فيها بعض الصالحين النبي عليه الصلاة والسلام,وإنما اقتصرت
على ألوان منها,ليست ذكرى جميلة فقط, بل هي ذكرى جميلة وخيركثير,نظرا لأجرالرائي
للرسول عليه الصلاة والسلام,كما أنها تساعد صاحبها على المضي في الصلاح...ولقد عرف
المسيحيون للرؤيا كمالها وجمالها,ومساعداتها,فشغلت حيزا مهما في
إنجيلهم,كرؤيا"يوحنا"وغيره.والله تعالى أسأل أن يفقني لإكمال هذا الكتيب
الذي كتبته في شهر7من شهر1سنة 1989م بالعونات.
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء