مع الورقة الثانية:
عنوانها:النورسي والآخر.
هكذااختارالدكتورالعمراني,عنوانه لإبرازالعمل
التنبيهي,أوالتنويري,الذي قام به الكاتب التركي
الغيور,السيدالنورسي رحمه الله تعالى,الذي
هاله ماأصبح عليه العالم ,أواخرالقرن الثامن
عشر,وهوواقع نتج عن موقفين غربيين متناقضين,
موقف مسيحي محافظ,وموقف فلسفي ملحدشارد.
وهنايبدوالتشابه بين الورقتين,الأولى والثانية;
فقدرأيناالكاتب يبين المنحى الديني اليهودي
والمسيحي,اللذين مالا نحوتسليح النشء,
بمؤهلات أخلاقية وعقدية ضدالعربدة الفلسفية,
وبينت أن ذلك المنحى كان أكبرمماتصورالسيد
العمراني,لأنه خاض معركة البيان المضاد,فالفلسفة
تشكك,والدين يهدي الى الحق,والخيال الإلحادي
يسيرفي ركب الشيطان,والواقع الإيماني يسلك
سبل السلام..إلاأني بينت أن هناك مفسرايهوديا;
خاض معركة الشرف,بطريقة جعلته يخطئ
الهدف,لأنه عتم الحقيقة عندماأرادتوضيحها
ببيان خيالي,رمزي,يحول الواقع الى عدم,فيبدو
الأمركلعبة بيدصبي...فلاحية,ولاحواء,ولاجلد
ولاجنة...والواقع أن الحية شيطان في خبر
الوحي الإسلامي,وهوحقيقة كانت تجول بين
الزوجين الكريمين...انتهت جولته بمأساة
بشرية,هي الطردمن الجنة,وإن أخفق الإنسان
في تجربته الثانية,طردمرة ثانية وأبدل نعيمه
بناردائمة الجفاء والأذى..
نفس الأمرنجده في الورقة الثانية,فالفلسفة
تقوم بدورالتضليل ,بعدعصر"فيلون" بأكثرمن
ألفي سنة,كماضللت من سبق,كذلك المسيحية
تحاول إنقاذالبشرمن أزمة الضلال,فينقسم
العالم الأوربي قسمين,ضال يبتعدباستمرار
عن صواب الإنسانية,ومهتدبنورباهت يحاول
الهروب من واقع مأساوي..فيتدخل "النورسي"
ببديل حضاري جديد قديم,يحاول تنويرالعالم
بتوحيدإسلامي رفيع,يرفض الشرك,والإلحاد,
والظلم,والتفسخ الأخلاقي...ويدعوالى عبادة
الله عزوجل,بطريقة بعيدة عن الشك في وجود
الله تعالى ,بعيدة عن اتهام الله تعالى بالاتصال
ببنات البشراتصالاجنسيا,لأن هذاأمرلايجوزفي
حق كامل خلق كل شيئ سبحانه,وجعل كل
شيئ عبدا,ساجدا,ذاكرا,خائفا,متقربابالطاعات
الى مولاه عزوجل...ولقدأخبرنبي الإسلام
عليه السلام,أن البشركلهم أبناء آدم,وأنه لا
فرق بين أبيض وأسود,إلا بالتقوى..ولقدأخبرنا
الله عزوجل أنه أرسل رسوله,ليحذرالناس
من اتهامه بما لايليق به ,وأنه لايصح نسبة
الولدله,ونبه الى أمرمهم,هوخطرالتعري,
وخطرالمثلية,وخطرالغفلة عن إطعام الجائع,
وحث على التعاون على الخير,وحذرمن
الإفسادفي الأرض بعدإصلاحها...ونهانا الله
تعالى على التنابزبالألقاب,ونهاناأن
يسخربعضنامن بعض,فلابد من احترام
متبادل بين البشر,ليكون المجتمع البشري
سليم البناء,قوي الاتحاد,متعاونا على الخير...
وهذا البديل الحضاري هو الذي دعاله
الشيخ"النورسي"رحمه الله تعالى,وبينه
الدكتورالعمراني في ورقته العلمية الثانية.
وهكذانرى الإيمان والإلحاد وجها لوجه,
على مرالعصور.ولقد قال الله تعالى في القرآن
الكريم:"ويحذركم الله نفسه".
وهوتحذيرمن نارصعبة,ومصيرينتظرالمكذبين,
والمنافقين,والمشككين,والخارجين عن
النظام الأخلاقي,والديني...
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء