نحومدارس تزكية احسن
ان الامة الاسلامية عانت منذ ولادتها ، من تربيات
واتجاهات ، بعضها سياسي ، وبعضها ديني ، كلها
تنمي في نفوس اتباعها ملكة النفورمن الاخرالقريب ،
كما تعطي تركبة معادية للبعيد ...انطلاقا من المدرسة
الخارجة عن النظام في العهد الراشدي ، وتاليتها الداعية
كذبا الى تشيع لا يخدم الا مصلحة سياسية خاصة ،
عدة اتجاهات قد تكون متناقضة التربية ، تبدا
وهدفها الاصلاح ، وتنتهي بتربية على التفرقة .
ولا شك في كون ذات الهدف السياسي ، مربية
على الفرقة منذ البداية ، اما ذات اهدف الديني
فانها تختلف باختلاف المسيرين ، فقد تتعدد
اهدافهم ، فيتوقون الى السلطة ، والى جمع
المال ، واستغلال الاتباع ، ماديا ومعنويا ،
اهذا ينقلب الهدف ، فبدل التربية على التوافق
وحب الاخر، والتعاون معه ، يربون على حب
الانعزال ، والانغلاق ، والنفور من الاخر، وان
كان من نفس الفصيلة ، وهذا عشته وشاهدته ،
فقد طلبت من مقدم طريقة ان ياذن لي في
الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ،
بصيغة الفاتح..ففعل ولكن اشترط علي الا اجالس
اصحاب طريقة اخرى ، وكان طرق الذكر الاخرى
من ملة مخالفة!! واجتمعت بالدارالبيضاء في الستينات
مع اصحاب الطريقة البودشيشية ، فاردت ان ادخل
معهم في طريقتهم ، فاشترطوا علي ان اتخلى عن
الطرق الاخرى...هذا عجب !! ا لا اله الا الله
التي يذكرون بها ، تختلف عن لا اله الا الله التي
يذكربها الاخرون؟! والحق انني كنت معجبا بطريقة
ابي محمد سراج الدين رحمه الله تعالى ، فقد كان
نموذجا صالحا في التربية الدينية ، لغياب عنصر
الطمع والاستغلال من منهجه ، فقد كان يعطي
ثلاث طرق ، يخيرالمريد ، ثم يرشده ويودعه
الى الابد..اما من يريد الاستغلال والهدايا ، فلا
من طلب زيارات متتابعة...كما انه ينفرمن الاخر،
لينفرد هوباستقطاب المريدين ، وكان كذلك يرد
ما يقدمه المستفتي من سكراوغيره ، وهويقول :
انا اقدم الفتوى لوجه الله تعالى ، لا اريد غيرذلك..
ولقد كنت مخطئا عندما طلبت الاذن في الصلاة
على النبي ، صلى الله تعالى عليه وسلم من شخص
غيرعالم ، ومقدم تكون تكوينا استغلاليا ، اقصد
المقدم الاول الذي امتنع عن الاذن لي بالصلاة
على النبي بصيغة الفاتح...الم ياذن لي النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم بالصلاة عليه
كما اذن لكل مسلم ومسلمة ؟
كيف نجدد التربية على الذكر؟ اوكيف نوجه
المريد ليكون مواطنا صالحا ، ومسلما فالحا ؟
ان مدارس التزكية ينبغي ان تبنى على المحبة اولا،
وعلى التقرب من الاخرين ، والاثيرفيهم بحسب
استطاعته ، ليجرهم الى طرق الخير، وينقذهم من
الضلال والانحراف ، وهذا كان من اهداف الطريقة
البودشيشية ، فقد كنت في مسجد وبعد صلاة العصر،
طلب مني شاب طويل قوي بادب ، ان اصحبه
الى زاوية بالمدينة القدية بالدارالبيضاء ، والمسماة
الملاح ، حيث كان يسكن اليهود...بعد بين لي الهدف ،
وانه كان من قطاع الطرق ، واصحاب الخمر، ثم
تاب على يد البودشيشيين ...ففعلت ، صحبته فوجدت
عددا من الموظفين ، وبعض رجال المصارعة من
موظفي الشرطة (عنترواخر) ، فالقى بعضهم درسا
ثم قراوا ما تيسر من القران الكريم...ثم انشغل كل
واحد بذكرالعدد المطلوب منه يوميا ، من لا اله
الا الله...فاعجبت بالطريقة ، وتعارفت مع موظفين
في مختلف القطاعات ، ولكني ابيت ان اتخلى عن
طريقتين كنت اخذتهما عن والدي رحمه الله تعالى ،
قبل ان ابتكرطريقة خاصة بي..
فعلى ماذا نجتمع في الزوايا ؟ طبعا على
ذكرالله تعالى ، والذكراخذناه عن النبي صلى
الله تعالى عليه وسلم ، فلماذا يريد البعض تاميم
هذا الذكر؟! لماذا يقول لك مثلا ان ذكرت لا
اله الا الله وانت على الطريقة كذا ، كان لك
من الاجراكثرمن اجرمن يذكرعلى طريقة
اخرى ؟!! ولماذا ونحن مجتمعون على الذكر
بلا اله الا الله ، ننهى اصحابنا عن الاجتماع
للذكربها مع اصحاب الطرق الاخرى؟!! الواقع
ان من يفعل ذلك لا يصلح للتربية الدينية ، ثم ما
لاصحاب الطرق من طرقهم حتى تنسب اليهم ؟
ان لا اله الا الله جاء بها النبي صلى الله تعالى
عليه وسلم ، كذلك الصلاة على النبي ، امر
بها النبي عليه السلام ، فيجب على كل الطرق
ان تنسب الى النبي ، فنقول الطريقة المحمدية ،
سواء كان بودشيشيا ، اوقادريا ، اومن اصحاب
طريقة اخرى...ذلك ان الطرق مبنية على سنة
رسول الله عليه الصلاة والسلام ، تاديبا وذكرا ،
فخلق المسلم مستمد من القران الكريم ، ولقد
خلق النبي صلى الله تعالى عليه وسلم القران ،
لهذا علينا ان نسيرفي تربيتنا على الاحسن ،
التوحيد ، والتوبة ، والندم على المعصية ، والتاخي ،
وتجنب الكذب ، والزور ، والغيبة ، والسرقة ،
وقطع الطريق ...كما علينا ان نتحاب ، ونتناصح ،
ولا يغتب بعضنا بعضا ، وان نتجنب اخذ الرشوة ،
وان نقوم بالواجب احسن قيام ....هذه هي الطريقة
المحمدية ، اما غيرها فطريقة الاستغلال والتلاعب
بافكار الناس ..
بافكار الناس ..
وخلاصة القول
ان لا اله الا الله موجودة قبل وجود الطرق ،
وكذلك سبحان الله ، والصلاة على رسول الله ،
بقي على صاحب الطريق التوجيه نحو التفرقة او
الانسجام ، ونحو الاخلاق الفاضلة او المصالح الخاصة...
عبداللطيف سراج الدين
ان لا اله الا الله موجودة قبل وجود الطرق ،
وكذلك سبحان الله ، والصلاة على رسول الله ،
بقي على صاحب الطريق التوجيه نحو التفرقة او
الانسجام ، ونحو الاخلاق الفاضلة او المصالح الخاصة...
عبداللطيف سراج الدين
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء