كيف تستحضر الدين وتفهمه






كيف تفهم الدين ؟
لقد ظهرمن الرجال والنساء نما ذج  يهاجمون الدين , منهم
نساء يردن التحرر من الأخلاق الفاضلة , والانغماس في
حياة الانفساخ والتحلل , وأنواع الزنا دون وازع من أخلاق,
أورادع من دين , ولم يكتفين بهـذا , وإنما دعون الى السماح
لكل النساء بممارسة الزنا....ولقد أغضبن كثيرا من الفاضلات
بهـذه الدعوة الماجنة القبيحة , التي  وصف الله تعالى أصحابها
في القرآن الكريم بقوله تعالى:" وَلَا تَقْرَبُوا  الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً
وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ  اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ
قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ
مَنْصُورًا (33) " ألم ينتبه هؤلاء الى قول الله تعالى :"وساء سبيلا ؟
وأن وراءالزنا جهنم ؟ وكـذلك قتل الناس ظلما...ولقد  تناظر
شخصان ليلة الإثنين 23-11-2015 بفضائية أرتي , وكان
أحدهما معزز الجانب بأصوات طبقة مراهقة , غيرمتفـقهة في
الدين , وكان المدافع عن الدين قليل عدد مؤيديه...قال الأول :
كيف تريدون أن يكون النا س مسالمين وهم يسمعون أن المغضوب
عليهم هم اليهود , وأن الضالين هم النصارى؟فكان رد المدافع
عن الدين كالآتي :إن ذلك رأي صاحبه , يمكن تغييره برأي آخر.
وهوقول صائب , فمن الممكن أن نقول : إن الضالين هم المؤمنون
الذين لا يصلون..والمغضوب عليهم هم الذين يهاجمن الإسلام...
وإننا نعلم أن الكلام ينقسم الى قسمين , إنشاء وخبر...وهذا إخبار
موه الى من يهمهم الأمر, ليأخذوا حذرهم لأن ما بينهم وبين دخول
النار إلا خروج الروح...أما عن إمكان تغييرالتفسيرفقد صدق

الأستاذ الكريم الحافظ المطلع , فقد حدثنا بشر بن هلال حدثنا
عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية – قال - سألت نافعا عن الرجل
يصلي وهو مشبك يديه قال قال بن عمر : تلك صلاة المغضوب
عليهم ...وفي حديث صحيح كذلك :"  حدثنا علي بن بحر حدثنا
عيسى بن يونس حدثنا بن جريج عن  إبراهيم بن ميسرة عن
عمرو بن الشريد عن أبيه  الشريد بن سويد  قال :  مر بي رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى
خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال : أتقعد قعدة المغضوب
عليهم  ؟"
 نعم هناك من قال المغضوب عليهم والضالون هم اليهود والنصارى ,
ولكنه لم ينسب الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم , وإذا صحت
نسبته إليه فإنه يهم المعنيين بالأمر, فإن شاءوا أنقذوا أنفسهم من
ناروقودها الناس والحجارة , وإن اختاروا دينهم فقد قال الله تعالى :
" لا إكراه في الدين , قد تبين الرشد من الغي ..."  فالمتكلم باسم
المتهورين كان ضيق الأفق , لا يستحضرإلا ما يبرر به انحلاله ,
أما قول الله تعالى : لاإكراه في الدين , وقوله تعالى"خلقناكم
من ذكروأنثى , وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..." فهـذا أمر
لم يستحضره لسوء نيته وتصرفه , وجهله بأمورالدين ... فكان
عليه أن يهتم بقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :" إذا صليتم
فأقيموا صفوفكم , ثم ليأمكم أحدكم , فإذا كبرفكبروا , وإذا قرأ
" غير المغضوب عليهم ولا الضالين ",فقولوا آمين يحبكم الله ..."
لماذا يهرب البعض من محبة الله تعالى , ومن طاعته ؟ ويتبع
ما تشابه ؟ أيقدر أحد أن يتحمل عـذابه ؟ إن الإسلام دعا الى تعارف
الناس وتعاونهم , بغض النظرعن دياناتهم , ودعا الى الإحسان
الى المحتاجين , واعتبرأن في كل ذي كبد رطبة صد قة , سواء
كان المتصدق عليه كلبا , أو أسدا , أو بشرا.....ولقد قرن الله
 تعالى الكرم بطاعته فقال جل جلاله :" إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ
 (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) "
..ووبخ تعالى من بخل ومنع الناس مما جعله الله تعالى مستخلفا
فيه فقال تعالى : " أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ
 لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي
 الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)"فكما زضع الكريم الى جانب المتقين ,
فقد وضع البخيل الى جانب المشركين....تقبيحا للبخل , وتنديدا
بالبخلاء , وإنذارا لهم بعذاب شديد.....فمن لا يحسب ليوم الحساب
حسابهه , يكن من النادمين .....وإن الإسلام غني عن إسلام
الناس , فمن أسلم فقد نفع نفسه , ومن عصى الله تعالى فقد
اختار شقاء صعبا دائما ....
عبد اللطيف سراج الدين
شكرا لك ولمرورك