وقفة مع الروح:
الروح مثل كثير من الغيبيات ، لم يستطع الناس الاتفاق على معناها ،
فالبعض يرى انها هي الروح ، والبعض يرى انها جوهرمستقل عن
الذات ، واخرون يرون ان الجسد والروح شيء واحد....كما ان
البعض يرى انه لا يمكن مشاهدة التنقل بها ، ويرى الصوفية
وبعض الاولياء ، ان هناك نوعا من الاولياء ، يتنقلون بالروح ؛
خاصة من يسمون الابدال ، وهم صنف ابدلهم الله تعالى التنقل
بالروح والتصرف بها ، بدل التنقل والتصرف بالجسم... ولقد
اخبرالشيخ " عبدالعزيزالدباغ " رحمه الله تعالى ، ان كبار
الاولياء في زمانه ، كانوا يجتمعون بغارحراء ، لمناقشة
بعض قضايهم ، وكان يحضراجتماعهم نفرمن اولياءالجن ،
وبعض النساء...كما كان يحضراجتماعهم كبارالاولياء
الاموات....وكان القطب الاعظم يتراس الجلسة...فاذا
حضرمعهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، اصبح
القطب خليفة ، وتراس النبي صلى الله تعالى عليه
وسلم...انظركتابه (الابريز)...ومعلوم ان بعضهم
كان يتنقل بالروح ، وبعضهم بالخطوة ، ممن تطوى له
الارض ، فيصل الشرق بمجرد ان يخطوبضع خطوات...
وهذا المعنى مؤيد بالقران الكريم ، اعني كون الجسد
ليس هوالوح ، وان التصرف بالروح كالتصرف بالجسد،
قال الله تعالى :" ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا ؟
اوقال اوحي الي ولم يوح اليه شيء ؟ ومن يقول :
سانزل مثل ما انزل الله ؟! ولو ترى اذ الظالمون
في غمرات الموت ، والملائكة باسطوايديهم :
اخرجوا انفسكم ، اليوم تجزون عذاب الهون بما
كنتم تقولون على الله غيرالحق...." فالملائكة عليهم
السلام ، يوم الموت ينتظرون خروج الروح ، ليستقبلوها
بما تستحق من انواع الاستقبالات....قال الله تعالى في حق
الكافرين :" ولوترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ،
يضربون وجوههم ، وادباره ، وذوقوا عذاب الحريق ".
وقال تعالى:" فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون
وجوههم ، وادبارهم....؟"
فكل هذه المعاني تشير الى كون الروح ليست هي
الجسد،وان الانسان يتعذب بالروح عند خروجها ،
ثم ترد الى الجسم بعد دفنه ، فيسال الميت ، فان
استحق عذاب السؤال في القبرعذب كل من الجسم
والروح...ثم تنقل الروح الى برزخ الارواح المعذبة ،
فتتعذب بمعرفة مصيرها ، وبعرضها على النار لترى
مكان سكناها ، فاذا امرالله تعالى باخراج الاموات للحساب،
ادخل بعده كل صنف الى المكان الذي استحقه ، فهناك
ناروالوان عذاب ، وجنة وانواع نعيم...
ومما تقدم نستنتج ان بعض التعاريف التي
ساقها الامام الغزالي ، رحمه الله تعالى ، لم
تكن مقبولة عند البعض ، لانه يعتبرالروح روحين ،
كلي وجزئي ، والحق ان الارواح متعددة ، وان لكل
جسد روح ، بالنسبة للبشر، اما من خلق روحا كالملائكة ،
والجن ، فهي اصناف خلقت روحا بدون جسد ، ولكنها
تتصرف كما يتصرف احدنا ، وقد يتشكل بعضهم في
صورة بشر؛ كما كان يفعل السيد جبرائيل عليه السلام ،
وقد يلبس معتد من الجن جسد بشر، فيصبح متصرفا
بذاته ، لهذا تجد الرجل او المراة احيانا ، يتكلم عدة
لغات ، رغم انه لم يدخل ، او لم تدخل المدرسة. !!!
وقد يصبح المصاب حافظا للقران الكريم ، بمجرد
دخول الجني ذاته....فاذا شرع الفقيه يقرا على المريض
القران ، بدا هو كذلك يقرا ، ولقد حدث مرة ان اخطا
الفقيه في القراءة ، فنبهه الجني ، فخاف وقام هاربا...
ومرة شرع اشخاص يقراون على مريض القران ،
وكان من بينهم رجل ضاجع امراة ، فصفعه المريض
وقال: الا تستحيي تقرا القران وانت جنب ؟!! فقام كذلك
هاربا ولم يرجع....وهناك من تكلم الانجليزية ، ومن
المرضى من تكلم الفرنسية وهولا يعرفها....كذلك ارد
قول الغزالي بكون الروح ناتج عن سريان الدم في الجسم ،
لان الامرلوكان كذلك ، لبقي الانسان حيا مادام الدم في
جسده...ثم اننا نعرف من الشرع ان الجنين، اذا بلغ في
بطن امه اربعين يوما ، نفخ فيه الروح ....فالروح غير
موجودة بالجسم قبل بلوغ اربعين يوما ، رغم وجود
الدم بجسم الجنين ، كما ان الروح غيرموجود بجسم
الميت ، رغم وجود الدم بجسم الميت...
رحم الله الامام الغزالي ، ناصرالدين ، وهازم الفلاسفة
المخرفين....ولا اقول : ان الفلسفة كلها خطا ، فهناك
اقسام من الفلسفة نافعة ، مثل الرياضيات التي كانت
تعتبرقسما من الفلسفة ، وانما اقصد القسم الالهي ،
فلا ينبغي تفسيرالكون بالاعتماد على الخيال ، لان
العقل وهواقوى حجة من الخيال ، لا يستطيع معرفة
الغيب ، ولا الاخباربالمغيبات....فاذا قالوا مثلا فاض
كذا عن كذا...فهذا تخريف ، لانهم لم يحضروا الامر،
فلابد من اخذ راي الوحي الرباني في المغيبات ، ولا
يصح اتباع الفلاسفة في امورالدين...نعم يصح رد بعض
الاخبارالمكذوبة على الله تعالى ، وعلى رسله عليهم
السلام ، كقول المزورين : فلان ابن الله..وقولهم قال
الرب: الان ولدتك وانت ابني....وكقوله امرالرب
فلانا بان يتزوج بغيا....
اقول قولي هذا واستغفرالله تعالى
عبداللطيف سراج الدين
هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة،هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء